فيه ما يُتَأوَّلُ في القَدم كما تقَدَّم، و «الجَبَّارُ» مِن أسمائِه تعالى: بمعنَى المُصلِح، مِن جَبَرتُ العَظْمَ، وبمعنى: الجَبْرِ للرَّجلِ، وقيل: بمعنى المُتكبِّر العظيمِ الشَّأنِ، وقيل: بمعنى القاهِر عبادَه، قالوا: ولم يأتِ فعَّال مِن أَفعلتُ إلَّا جبَّارٌ ودرَّاكٌ وسَئَّار، وقيل: الجبَّارُ الذي جبَر فقرَ عبادِه ورزقَهم، فهو بمعنَى المُحسِن؛ جَبَرتُ الرَّجلَ أحسنتُ إليه، يُقال: جبَّارٌ بَيِّنُ الجَبَرُوْةِ والجَبَرِيَّة، والجِبِرِيَّةِ، والجَبَرَوتا، والجَبَرُوتِ والجُبُرُوت والجُبُّورَةِ والجَبُّورَةِ، قال ابنُ دُريد: الجَبْرُ المَلِكُ.
وقوله في الجيش الذي يُخسَفُ بهم:«فيهم … المَجْبُورُ» كذا جاء، وهي لغةٌ حكاها الفرَّاء، والأشهرُ في هذا:«المُجْبَر» مِنْ: أجبَرْتُ بمعنى: قهَرتُ وأكرَهتُ.
٣١٦ - (ج ب ل) قوله: «وَاجَبَلاه»[خ¦٤٢٦٧] أي: إنِّي كنتُ في عِزَّةٍ ومنَعَةٍ بك، فكنتَ لي كالجبل.
٣١٧ - (ج ب ن) ذُكِر فيها: «الجُبْن» وهو معروفٌ، ويُقال بسكونِ الباءِ وتخْفِيفِ النُّونِ، وهو أفصحُ عند بعضِهم، وقيل: بضمِّ الباءِ وتشدِيدِ النُّونِ، وقال ابنُ حمزةَ: هذا الأفصَحُ، وأنكَر هذا الآخرون وقالوا: إنَّما قالَه الشَّاعرُ ضرورةً.
٣١٨ - (ج ب هـ) وقوله عن اليهود في الزَّانيَين: «وأحدَثْنا التَّجْبِيةَ»[خ¦٦٨١٩] جاء تفسيرُه في الحديث: «أنَّهما يُجلَدان ويُحمَّمُ وجوهُهما، ويُحمَلان على بعِير، ويُخالَفُ بينَ وُجوهِهما»[خ¦٧٥٤٢] قال الحَربيُّ: وكذلك فسَّره الزُّهريُّ، وحكَى نحوَه ثابتٌ عن الزُّهريِّ، قال: وقد يكُون معناه التَّعيِيرُ والإغلاظُ في المَقالةِ، يُقال: جَبَهْتُ الرَّجلَ؛ أي: قابَلتُه بما يكرَه.
قوله:«لا يُجْبَى لهم قَفيزٌ ولا دِرْهمٌ» بسكُون الجيمِ: جَبَيتُ الخَراجَ إذا جمعتَه.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قوله:«فقَعَد على جَبَا الرَّكِيَّة» بفتح الجيمِ والباء مقصورٌ، هو ما حولَ فَمِها، والرَّكِيَّة: البِئرُ، ورواه العُذْريُّ:«جُبُّ الرَّكِيِّة» وهو وهمٌ، وإنَّما الجُبُّ: داخِلُها مِن أسفَلِها إلى أعلاها، والجُبُّ أيضاً: البئرُ غيرَ مَطوِيَّةٍ، وليس هو المرادُ بالجلُوس عليه هنا، ولا يُمكِن.