للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي حديث الأوعيَةِ: «أَنهى عن الدُّبَّاءِ والحَنْتَم -وكذا- والحَنْتَمُ: المَزادةُ المَجْبوبةُ» كذا لكافَّتهم برفعِ «الحَنْتمُ» على الابتِداءِ، وما بعدَه خبَرُه، وعندَ الهَوزَنِيِّ: «والمَزَادةُ» بالواو، وهو الصَّوابُ، وكذا في النَّسائيِّ: «والحَنْتمِ، وعن المَزادةِ المجبُوبَةِ» ونحوُه عندَ أبي داودَ؛ إذْ ليس الحنتمُ هي المَزَادةُ، لا مجبوبَةً ولا غَيرَ مجبوبَةً، وسيأتِي تفسِيرُ الحنتَمِ في حرُوفِه، والمَزَادةُ المَجْبُوبَةُ: هي التي جُبَّ رأسُها -أي: قُطِع- فصارت كالدَّنِّ، فإذا انتُبِذَ فيها لم يُعلَم غَليانُه، قاله ثابتٌ، وقال الهروِيُّ: هي التي خِيطَ بعضُها إلى بعضٍ، وقال الخَطَّابيُّ: لأنَّها ليسَت لها عَزالِي مِن أسفَلِها تَتَنفَّسُ منها، فقد يتَغيَّر شرابُها ولا يُشعَر بها، كذا رويناه عن كافَّة شيوخِنا في هذه الكتبِ، ورواه بعضُ الرُّواة في غيرِها: «المخنُوثَةِ» بالخاء المعجمة والنُّون وآخرُه ثاءٌ مثلَّثَةٌ وهاءٌ، كأنَّه عندَه مِنِ اختِناثِ الأسقيةِ، وليس بشيءٍ هنا.

وقولُه في سورة يونس: «﴿لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ﴾ [يونس: ٢]: محمَّدٌ ، وقال مجاهدٌ: خيرٌ» [خ¦٢١] كذا لهم، وكذا في كتاب الأَصيليِّ، وأَلْحَقَ: مِن خيرٍ، وفي رواية أبي ذرٍّ: «وقال مجاهِدُ بنُ جَبْر»، والأوَّل الصَّواب.

وقوله في (باب جَيْبِ القَمِيص) في حديث المتصَدِّقِ والبخِيلِ: «هكذا بأُصبُعَيه في جيْبِه» [خ¦٥٧٩٧] كذا لهم، وللقابسيِّ والنَّسفيِّ في «جُبَّتِه» والأوَّل المعروفُ، وهو الذي يلِيقُ بالتَّرجمةِ والتَّمثِيل، وقد ذكر البُخاريُّ وغيرُه الاختلافَ في قوله: «عليهما جُبَّتان» [خ¦١٤٤٣] أو «جُنَّتان» [خ¦١٤٤٤] والنُّونُ هنا أصوبُ، وكذلك اختَلفَ فيها الرُّواةُ عن مسلمٍ.

وفي باب (مَن لبِس جُبَّةً ضيِّقةَ الكُمَّين): «فأخرجَ يدَه مِن تحتِ جُبَّتِه» * [خ¦٤٤٢١] كذا رواه ابنُ السَّكن، ولغيرِه: «مِن تحتِ بدنِه» وقد تقدَّم.

قوله في قريش: «إنِّي أَردتُ أنْ أَجْبُرَهم» [خ¦٤٣٣٤] كذا للرُّواةِ بالباءِ بواحدةٍ والرَّاءِ المهملةِ في الصَّحِيحَين، وعندَ المستملي والحَمُّوييِّ: «أُجِيزَهم» بالياءِ وزايٍ، مِن الجائزةِ، والأوَّلُ: أَبْينُ.

وقوله في خبرِ الرُّوم: «وأَجْبَرُ النَّاسِ عندَ مُصِيبةٍ» كذا لكافَّتهم؛ أي: أنَّهم سَرِيعُو العَودِ للصَّلاحِ، ورواه بعضُ رواةِ مسلمٍ: «أصْبَرُ» بالصَّادِ، وثبَتَت الرِّوايتان عندَ القاضي التَّمِيميِّ، والأوَّلُ أصحُّ؛ لقولِه في الحديث الآخر: «وأَسْرَعُهم إفاقةً عندَ مُصيبةٍ».

وقولُه في خبَرِ أبرصَ وأعمَى: «قد تَقطَّعتْ بيَ الجبالُ» كذا رواه بالجيمِ وبباءٍ بواحدةٍ المُهلَّبُ عن القابسيِّ، ومعناه: الجبالُ التي قطَعَها في طلَبِ الرِّزقِ، وفي روايةِ بعضِهم عنه:

<<  <  ج: ص:  >  >>