وفي حديث الأوعيَةِ:«أَنهى عن الدُّبَّاءِ والحَنْتَم -وكذا- والحَنْتَمُ: المَزادةُ المَجْبوبةُ» كذا لكافَّتهم برفعِ «الحَنْتمُ» على الابتِداءِ، وما بعدَه خبَرُه، وعندَ الهَوزَنِيِّ:«والمَزَادةُ» بالواو، وهو الصَّوابُ، وكذا في النَّسائيِّ:«والحَنْتمِ، وعن المَزادةِ المجبُوبَةِ» ونحوُه عندَ أبي داودَ؛ إذْ ليس الحنتمُ هي المَزَادةُ، لا مجبوبَةً ولا غَيرَ مجبوبَةً، وسيأتِي تفسِيرُ الحنتَمِ في حرُوفِه، والمَزَادةُ المَجْبُوبَةُ: هي التي جُبَّ رأسُها -أي: قُطِع- فصارت كالدَّنِّ، فإذا انتُبِذَ فيها لم يُعلَم غَليانُه، قاله ثابتٌ، وقال الهروِيُّ: هي التي خِيطَ بعضُها إلى بعضٍ، وقال الخَطَّابيُّ: لأنَّها ليسَت لها عَزالِي مِن أسفَلِها تَتَنفَّسُ منها، فقد يتَغيَّر شرابُها ولا يُشعَر بها، كذا رويناه عن كافَّة شيوخِنا في هذه الكتبِ، ورواه بعضُ الرُّواة في غيرِها:«المخنُوثَةِ» بالخاء المعجمة والنُّون وآخرُه ثاءٌ مثلَّثَةٌ وهاءٌ، كأنَّه عندَه مِنِ اختِناثِ الأسقيةِ، وليس بشيءٍ هنا.
وقولُه في سورة يونس:«﴿لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ﴾ [يونس: ٢]: محمَّدٌ ﷺ، وقال مجاهدٌ: خيرٌ»[خ¦٢١] كذا لهم، وكذا في كتاب الأَصيليِّ، وأَلْحَقَ: مِن خيرٍ، وفي رواية أبي ذرٍّ:«وقال مجاهِدُ بنُ جَبْر»، والأوَّل الصَّواب.
وقوله في (باب جَيْبِ القَمِيص) في حديث المتصَدِّقِ والبخِيلِ: «هكذا بأُصبُعَيه في جيْبِه»[خ¦٥٧٩٧] كذا لهم، وللقابسيِّ والنَّسفيِّ في «جُبَّتِه» والأوَّل المعروفُ، وهو الذي يلِيقُ بالتَّرجمةِ والتَّمثِيل، وقد ذكر البُخاريُّ وغيرُه الاختلافَ في قوله:«عليهما جُبَّتان»[خ¦١٤٤٣] أو «جُنَّتان»[خ¦١٤٤٤] والنُّونُ هنا أصوبُ، وكذلك اختَلفَ فيها الرُّواةُ عن مسلمٍ.
وفي باب (مَن لبِس جُبَّةً ضيِّقةَ الكُمَّين): «فأخرجَ يدَه مِن تحتِ جُبَّتِه» * [خ¦٤٤٢١] كذا رواه ابنُ السَّكن، ولغيرِه:«مِن تحتِ بدنِه» وقد تقدَّم.