للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مُفسَّراً في حَديثِ عائشَةَ في الرِّواية الأُخرَى: «فلما أسَنَّ وأخذَه اللَّحم»، والحجَّةُ للرِّواية الأولى قولُها في الحَديثِ الآخَر: «مُعتدِل الخَلقِ بَدُن آخرَ زمَانِه»، والحجَّةُ للرِّواية الثَّانيةِ قولُه: «حتَّى إذا كَبِر» [خ¦١١٤٨]، وقولُه في حَديثِ ابنِ أبي هَالَةَ: «بادِنٌ مُتماسِك» أي: عظيمُ البَدنِ مُشتدُّهُ غير مُتَرهِّلٍ ولا خَوَّار.

وقوله: «رجلاً بادناً» أي: سَمِيناً عظيمَ البَدنِ.

وفيها ذكر «البَدَنة» [خ¦٨٨١]، و «البُدْن» [خ¦١٥٦٨] وهو جَمعُها، وهي مُختَصَّة بالإبل، سُمِّيت بذلك ممَّا تقدَّم؛ لسِمَنها وعِظَم جِسْمِها.

١٤١ - (ب د ع) وفي الحَديثِ «أُبْدِعَ بي فاحمِلْني» بضمِّ الهَمزةِ على ما لم يُسمَّ فاعِله، قال بعضُهُم: هكذا استَعمَلت العربُ هذه اللَّفظةَ فيمن وقَفَت به دابَّتُه، وقال غيرُه: أبْدَعتِ الرِّكابُ؛ إذا كَلَّت وعَطِبَت، وقيل: لا يكون ذلك إلَّا بضلَعٍ، وأُبْدِعَتْ به راحلتُه، وقد رواه العُذريُّ: «بُدِّع» بغير همزةٍ وتَشديدِ الدَّال والمَعروفُ رواية غيرِه كما ذكَرناه.

وفي الحَديثِ الآخَرِ: «كيف أصنعُ بما أُبْدِعَ عليَّ منها» بضمِّ الهَمزةِ، وفي الآخَرِ: «فعَييَ بشأنِها إنْ هيَ أُبْدِعَت» كذلك بضمِّ الهَمزةِ على ما تقدَّم.

وكان في أصلِ ابنِ عيسَى من رِوايَة ابنِ الحذَّاءِ: «أَبدَعت» بفَتحِها، والمعروفُ ما تقدَّم، وقيل: كلُّ من عَطِبَت به راحِلَتُه وانقَطَع فقد أُبْدِعَ به.

وقوله: «نِعْمَتِ البِدعةُ هذه» [خ¦٢٠١٠] كلُّ ما أُحْدِث بعد النَّبيِّ فهو بِدعَة، والبِدعَةُ فعلُ ما لم يُسبَق إليه، فما وافَق أصلاً من السُّنةِ يقاس عليها فهو محمُودٌ، وما خالف أصولَ السُّننِ فهو ضَلالةٌ، ومنه قوله: «كلُّ بِدعةٍ ضَلالةٌ».

١٤٢ - (ب د و) قوله: «أَذِنَ لي في البَدوِ» [خ¦٧٠٨٧] بفَتحِ الباء، «وأنا رجُلٌ مِن أهْلِ البَدْوِ» [خ¦١٠٢٩]، وذكر «البَادِيَة» [خ¦١٣١] غير مهموز كلُّه، بدا الرَّجل يبدو بدواً؛ إذا خرَج إلى البادِيَة ونزَلَها، والاسمُ البداوة بفَتحِ الباء وكَسرِها، هذا كلامُ أكثرِ العَربِ غير مَهمُوز، وقد حُكِي: بدَأ بالهَمزِ يبدأ في ذلك.

وقوله: «ثمَّ يَدعُو بما بدا له» أي: ظهَر، ومِثلُه قوله: «ثمَّ بدا لي ألَّا أتزوَّجَ» [خ¦٤٠٠٥]، و «ثمَّ بدا لإبراهيمَ» [خ¦٣٣٦٥] كلُّه

<<  <  ج: ص:  >  >>