للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والحَصُور: الممنوعُ عن النِّساء إمَّا خِلقةً أو عِلَّةً، فَعُولٌ بمعنَى مفعُول، وقيل: هو في يحيى ابنِ زكريَّاء آيةٌ.

٥٢٠ - (ح ص ل) قوله: «بذَهَبَةٍ فى أَدِيمٍ مَقْرُوظٍ لم تُحَصَّلْ من تُرابِها» أي: لم تُخلَّص وتُصَفَّ حتَّى يثبُت منها التِّبرُ، وأصلُ حصَل: ثبَت، يُقال: ما حصَل في يدِه منه شيءٌ؛ أي: ما ثبَت، وقيل: رجَع، وحصَّلْتُ الأمر: حقَّقتُه وأثبتُّه.

٥٢١ - (ح ص ن) وقوله: «حَصَانٌ رَزَانٌ» [خ¦٤١٤٦] بفتحِ الحاء؛ أي: عَفيفةٌ، وجاء «الإحْصانُ» في القرآنِ والحديثِ بمعنَى: الإسلام، وبمعنَى: الحرَّيةِ، وبمعنى: التَّزويجِ، وبمعنَى: العِفَّة؛ لأنَّ أصلَ الإحصان: المنعُ، والمرأةُ تمتَنِع عن الفاحِشة بكلِّ واحدةٍ من هذه الوُجوه؛ بإسلامِها وحرِّيتِها وعِفَّتها وزواجِها، ويُقال: أَحْصَنتِ المرأة فهي مُحْصَنة، وأَحصَن الرَّجلُ فهو مُحصَن، وأَحصَنا فهما مُحصَنٌ ومُحصَنةٌ، قال الله تعالى: ﴿مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ﴾ [المائدة: ٥]، و ﴿مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ﴾ [النِّساء: ٢٥]، وقرِئ: ﴿مُحْصَِنَاتٍ﴾ بالفتحِ والكسرِ، ﴿فَإِذَا أَُحْصَنَّ﴾ [النِّساء: ٢٥] بالضَّمِّ والفتحِ.

وفي حديثِ عمرانَ بنِ حُصين: «وإلى جانبِه حِصَانٌ» [خ¦٥٠١١] هذا بكسرِ الحاء: الفرسُ، كما جاء في الحديث الآخَر: «فرسٌ»، والحِصانُ: الفرسُ المُنْجِب.

٥٢٢ - (ح ص ص) قوله: «أدبرَ الشَّيطانُ وله حُصَاصٌ» بضمِّ الحاء، قيل: ضُراطٌ، كما جاء مُفسَّراً في الحديثِ الآخَر، وقيل: شِدَّةُ عَدْوٍ.

وقوله: «حَصَّتْ كلَّ شيءٍ» [خ¦١٠٠٧] أي: اجتاحَتْه وأفنَتْه واستَأصَلتْه، يُقال: حصَّ رحمَه إذا قطعَها، وحصَّت البيضةُ رأسَه: حلَقَت شَعَره.

٥٢٣ - (ح ص ى) و «نهيُه عن بيعِ الحَصاةِ» مقصورٌ: بيعٌ كان يتَبايَعُه أهلُ الجاهليَّة، قيل: كانوا يتَساوَمون، فإذا طرَح الحصاةَ وجَب البيعُ، وقيل: بل كانوا يتبايَعون شيئاً من أشياءَ على أنَّ البيعَ يجِب في الشَّيءِ الذي تقَعُ عليه الحصاةُ، وقيل: بل إلى مُنتَهى الحصاة، وكلُّه من بيوعِ الغَررِ والمجهولِ، وجمعُ الحصاةِ: حصًى، مقصورٌ.

وقوله: «لا تُحصِي فيُحصِيَ اللهُ عليكِ» [خ¦٢٥٩١] أي: لا تتكلَّفي معرفةَ قَدرِ إنفاقِك، وفي حديث آخَرَ: «لا تُوعِي» [خ¦١٤٣٤]، وآخَرَ: «لا تُوكِي» [خ¦١٤٣٣] كلُّه كنايةٌ عن الإمساكِ عن الإنفاقِ والتَّقتِير، كما قال في خلافِه: «يا ابنَ آدمَ؛ أَنفِق أُنفِق عليك» [خ¦٤٦٨٤] والإحصاءُ للشَّيء: معرفتُه إمَّا قَدْراً أو عدداً.

<<  <  ج: ص:  >  >>