١٦٧٨ - (ع ق د) قوله: «العَسلُ يُطبخ حتَّى يَعقِد» بفتحِ الياءِ وكسرِ القافِ، يقالُ: أعقَدتُ العَسَل إذا شدَدْتَ طبخَه فعُقِد وهو مُعْقَد، وعَقَدتُ الحبلَ وغيرَه فهو معقودٌ، كذا ضبطناه عن متقِني شيوخِنا، وهو وجهُ العربيَّةِ، وضبطَه بعضُهم:«حتَّى يُعقَد» على ما لم يسمَّ فاعلُه وهو صحيحٌ أيضاً، وعندَ بعضِهم بالرَّاءِ «يعقِرُ» وليسَ بشيءٍ.
وقوله:«الخيلُ مَعْقود في نَوَاصيها الخَيْرُ»[خ¦٢٨٤٩] يريدُ أنَّه ملازمٌ لها حتَّى كأنَّه شيءٌ عُقِدَ فيها، ولم يُرِد بالنَّواصِي خاصَّةً.
ومنه قوله:«يَعقِدُ الشَّيطانُ على قافيةِ رأسِ أحدكُم ثلاثَ عُقَد»[خ¦١١٤٢] قال الطَّحاويُّ: هو مَثَلٌ واستعارةٌ من عَقْدِ بنِي آدمَ، وليسَ المرادُ بذلك العُقَدُ نفسُها، لكن لمَّا كان بنو آدمَ يمنعونَ بعقدِهم ذلك تصرُّفَ من يحاوِلُ فيما عَقَدُوه، كان هذا مثلُه من الشَّيطانِ للنَّائم الذي لا يقومُ من نومِه، إلى ما يجبُ من ذكرِ الله والصَّلاةِ والله أعلمُ، وقيل: بل لا يبعُدُ حملُه على ظاهرِه، وهو أظهرُ؛ فإنَّ الشَّيطانَ يفعلُ من ذلك ما تفعلُه السَّواحرُ من عَقْدِها ونفثِها.
وقوله:«لآمرَنَّ براحلتِي تُرحَل ثمَّ لا أحلُّ لها عُقدةً حتَّى أقدَمَ المدينة» معناه: لا أنزلُ عنها فأعقِلُها فأحتاجُ إلى حلِّها، وقد يكونُ المرادُ بالعَقْدِ هنا العزيمة؛ أي: لا أحلُّها حتَّى أبلغَ المدينةَ.
١٦٧٩ - (ع ق ر) قوله: «فَعَقِرتُ حتَّى ما تُقِلُّني رجلايَ»[خ¦٤٤٥٤] بكسرِ القافِ، قال يعقوبُ وغيرُه: عُقِر الرَّجُلُ فهو عَقِرٌ؛ إذا فَجَأه أمرٌ فلم يقدِر على أن يتقدَّمَ أو أن يتأخَّرَ، وقال الخليلُ: عَقِرَ الرَّجلُ إذا دَهِشَ، وضبطَه القابسيُّ: بضمِّ القافِ وهو غلطٌ.
وتقدَّم في حديثِ أمِّ زرعٍ:«عَقْرُ جارَتِها» منه، وما يَحتمِل من معنًى والاختلافُ