وقوله:«يرتدُّوا على أعقَاِبِهم» * [خ¦٣٣٤٩] أي: رجَعُوا إلى كفرِهم كالرَّاجعِ إلى خَلفِه وإلى حالِه، ومثلُه:«ادعُ الله ألا يَرُدَّنِي على عَقِبي»[خ¦٢٧٤٤]، و «ألَّا يردَّني على عَقِبك»، و «لا تَرُدَّهُم على أعقَابِهم»[خ¦١٢٩٥] أي: على حالِهم الأوَّل من تركِ الهجرةِ.
وقوله:«فإنَّها لَه ولِعَقبه»، و «اخلُفهُ في عَقِبِه» عَقِبُ الرَّجلِ: ولدُه الذي يأتي بعدَه، وعَقبُه أيضاً.
وقوله:«في عُقْب حَدِيثِه» بضمِّ العينِ وسكونِ القافِ؛ أي: بإثرِ حديثِه، وعَقِبُ الشَّهرِ: آخرُه يقال: جاء في عَقِبه وعلى عَقِبه -بفتحِ العينِ وكسرِ القافِ- إذا جاءَ في آخرِه ولم يتمَّ بعدُ، فإن جاءَ بعدَ تمامِه قيل: جاء عُقْبَه، وفي عُقْبه، وعلى عُقْبه، كلُّها بضمِّ العينِ وسكونِ القافِ، وقال يعقوبُ: في هذا عَقْبٌ وعُقبانٌ.
وقوله:«نهى عن عَقِبِ الشيطان في الصَّلاة» قال أبو عبيدٍ: هو وضعُ أليتَيه على عَقِبَيه بين السَّجدتَينِ، وهو الذي يُسمِّيه بعضُهم الإقعاءُ، وعندَ الطَّبريِّ:«عُقُب» بضمِّ العينِ والقافِ، وفي الرِّوايةِ الأخرَى:«عُقبَةُ الشَّيطَان» بالضَّمِّ بمعناها، وأهلُ الُّلغة يقولون: عَقِب.
وقوله:«ويلٌ للأعقَابِ من النَّارِ»[خ¦٦٠]، و «مَنهُوسُ العَقِبِ» الأعقابُ: موَاخِرُ الأقدامِ، قال الأصمعيُّ: العَقِبُ: ما أصابَ الأرضَ من مؤخَّرِ الرِّجْلِ إلى مَوضِعِ الشِّراكِ، وقال ثابتٌ: العَقِب ما فَضَل من مؤخَّرِ القدمِ على السَّاقِ، ومعنَى الحديثِ؛ أي: ويلٌ لأصحابِها إذ لم يمتثَّلوا بغَسلِها في الوضوءِ، وقيل: بل يَحتَمِلُ أن يُخَصَّ العَقِبُ نفسَه بألمٍ من العَذابِ، يتَعذِّبُ به صاحبُه، ويقال: عَقِبٌ وعِقْبٌ: بكسرِ القافِ وسكونِها.
ومنه:«رجَعَ على عَقِبَيه» * [خ¦٦٨٠] في الصَّلاةِ؛ هو ما تفسَّرَ من معنَى عَقِبِ الشَّيطانِ، قيل: وإنَّما رجعَ على عَقِبه قبل فهو إذا رجَعَ إلى خَلفٍ مُنصَرفاً.
وقوله:«أرجُو عُقبَى الله» أي: ثوابَه في الآخرَةِ، والعُقبَى: ما يَعقُبُ بعدَ الشَّيءِ وعلى أثَرِه، والعُقبَى: ما يكونُ كالعِوضِ من الشَّيءِ والبدلِ منه، ومنه العِقابُ على الذَّنبِ؛ لأنَّه بدلٌ من فعلِه ومكافأةٌ عليه، ومنه:«أعقَبنِي الله عقبىً حسنةً»، وقوله «ثُمّ تكونُ لهم العَاقبةُ»[خ¦٢٨٠٤]، و «عَاقِبَةُ أمرِي»[خ¦١١٦٢] من هذا، وعَقِبُ كلِّ شيءٍ وعاقبتُه وعاقِبُه وعُقباه: آخرُه.