وسُكون الرَّاء والأوَّل أوجَه، لكن يكون جمعُ سريعٍ أيضاً، مثلُ قَفيزٍ وقُفْزانٍ، وحكَى الخطابيُّ أن عوامَ الرُّواةِ يقُولُونه:«سِرعَان» بالكَسرِ، قال: وهو خطَأ، قال الخطابي: فأمَّا قولهم: سرعان ما فعلت ففيه ثلاث لُغَات: كسرُ السِّين وضمُّها وفتحُها، والرَّاء فيها ساكنة، والنُّون نصب أبداً.
وقوله في (بابِ تَأخيرِ السَّحُورِ): «فكانَت سُرْعَتي أنْ أُدْرِكَ الصَّلاة مع رَسولِ الله ﷺ»[خ¦١٩٢٠] يريد إسْراعِي؛ أي: غايَة ما يفِيدُه إسراعه إدرَاك الصَّلاة، يريد لقُربِ سَحُورِه من طلُوعِ الفَجرِ، قدر ما يصِلُ من مَنزلِه إلى المَسجدِ، وفي الرِّوايةِ الأُخرَى:«ثُمَّ يكونُ سُرْعةٌ بي»[خ¦٥٧٧] قيل: ورُفِع «سُرعَةٌ» على اسم كان.
وقوله:«والنَّاسُ إليه سِراعٌ» أي: مُبادرُون.
وقول عائشَةَ:«ما أسْرَع النَّاس إلى إنكارِ ما لا يَعلَمُونه» وقد جاء كذا في مُسلمٍ مُفسّراً، وقيل: ما أسرَع نِسيانهم، وكذا جاء في مُسلمٍ؛ يعني «ما نَسِي النَّاس» في رِوايَة العُذريِّ.
٢٠٦٣ - (س ر ف) قوله: «إنَّ رجُلاً أسرَفَ على نَفسِه»[خ¦٣٤٨١] أي: أخطَأ وزاد وعلَا في ذلك، والسَّرفُ: مُجاوَزةُ القَصدِ، والسَّرفُ أيضاً: الخطَأ.
وقوله:«كره الإسْرَاف في الوُضوء»[خ¦٤/ ١ - ٢٣٤] هو مُجاوَزةُ الحدِّ الشَّرعيِّ فيه من إكثارِ الماء، أو فوقَ ثلاثٍ، أو زيادةُ الحدِّ في المَفعُولِ.
وقوله في اللِّباسِ:«ما لم يكن سُرفاً»، و «في غير إسْرافٍ ولا مَخيلَةٍ»[خ¦٧٧/ ١ - ٨٦٠٨] الإسرافُ: الغُلوُّ في الشَّيءِ والخروجُ عن القَصدِ، وهو من السَّفهِ وإضاعةِ المالِ، وتقدَّم تفسيرُ المخيلة، والسَّرفُ أيضاً: ما قصُر به أيضاً عن حقِّ الله تعالى، وقيل: السَّرفُ: وضعُ الشَّيءِ غير مَوضِعه.
٢٠٦٤ - (س ر ق) قوله «في سَرَقةٍ … حَريرٍ»[خ¦٣٨٥٩] بفَتحِ السِّين والرَّاء، قيل: هو الأبيضُ منه، والجمعُ: سَرَقٌ، قيل: هي شِقَقُه البيض، وقيل: الجيِّد منه، قال أبو عُبيدٍ: وأحسَب الكلِمَة فارسِيَّة، قال ابنُ دُريدٍ: أصلُه سَرَهْ؛ أي: جيّد.
وقوله:«وفيها السِّرْقين-فسَّره البُخاريُّ- بزبلِ الدَّواب»[خ¦٤/ ٦٦ - ٣٩٦] وهو بكَسرِ السِّين وسكون الرَّاء، وهي فارِسِيةٌ: السِّرجِين بالجيم، وكذا