وقوله:«إنَّما كنتُ خَليلاً من وَراءَ وراءَ» أي: من غير تقريبٍ ولا إدلالٍ بخَواصهَا.
وقوله في الإمامِ:«ويُقاتَلُ من وَرائِه»[خ¦٢٩٥٧] قيل: معناه من أمامِه، وهو عند بَعضِهم من الأضدادِ، قالوا: ومنه قوله تعالى: ﴿وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ﴾ [الكهف: ٧٩] وإنَّما كان أمامهم، وكذلك قيل في قَولِه: ﴿وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ﴾ [إبراهيم: ١٧]، والأظهَر عندي في هذا الحديثِ أنَّه على وَجهِه؛ لأنَّه قال:«الإمامُ جُنَّةٌ» فجَعلَه للمُسلِمين كالتُّرسِ الَّذي يقيهم المَكارِه، ويُحتمَى به، ويقاتِلُ في ظِلِّه وسُلطانِه، كما يقاتِلُ من ورَاء التُّرس الَّذي شبَّهه في الحِمايةِ به.
«التَّورَاة» ذُكِر أنَّ أصلَها وَوْرَات أُبدِلت الواو تاء، من ورَيتُ الزِّندَ إذا استَخرجْت منه النَّار.
وقوله:«فما تَوارَت يَدُك من شَعرَةٍ» أي: وارت وسترت.
وقوله في الَّذي لم يقرَأ أمَّ القُرآنِ في صَلواتِها:«فلم يصلِّها إلَّا وراءَ إمامٍ» أي: إنَّها لا تجزِئُه إلَّا أن يكون مأمُوماً فيها، فكأنَّه لم يُصلِّها إذا لم تُجزِئْه.
وقوله:«لأَنْ يَمتِلئَ جَوْفَ أَحَدِكُمْ قَيحاً حتَّى يَرِيهِ»[خ¦٦١٥٥] قال أبو عُبيدٍ: هو من الوَرْيِ بسُكُون الرَّاء، وهو أن يَروِيَ جَوفه، قال الخليلُ: هو قيحٌ يأكُل جوفَ الإنسانِ.
وقوله:«إنِّي لأَراكُم من وَرَاءِ ظَهْرِي»[خ¦٤١٨] أي: من خَلفِي، اختُلِف في مَعنَاه، فأكثَرهم أنَّه على وَجهِه، وأنَّ الله تعالى يقوِّي رُؤيَته وإدراكَه حتَّى يرَى ذلك، كما جاء في الحَديثِ الآخَرِ:«إنِّي أُبصرُ من ورَائي كما أبصرُ من بين يدَي» وأنَّه على ظاهِرِه، وقيل: معناه التِفاتُه يسيراً لذلك، وقيل: مَعنَاه أعلَم بذلك ولا يخفَى عنِّي بعِلْمٍ أعلَمَه الله به، وأطلَعَه عليه، وقيل: معناه؛ أي: أستَدِلُّ بما أرى أمامي على ما ورَائي، والأوَّل أصحُّ وأظهَر لفظاً ومعنًى، وذلك غير بعيدٍ في صِفَتِه ﷺ.
الوَاو مع الزَّاي
٢٣٦٣ - (و ز ر) قوله: «نصراً مُؤزَّراً»[خ¦٣] ذكَرْناه في حَرفِ الهَمزةِ والخلافَ في مَعنَاه وأصلِه [أ ز ر].
٢٣٦٤ - (و ز ن) قوله: «لو وُزِنتْ بما قُلتِ … لَوَزنتْهنَّ» أي: عدَلتهُن في المِيزانِ، يقال: وزَن الشَّيءُ وزناً ثقُلَ، وزَنتُه عادَلتُه بغَيرِه. ومنه قوله:«لا يَزِنُ عِندَ الله جَناحَ بَعُوضَةٍ»[خ¦٤٧٢٩] أي: لا يعدِلُ.