في حديثِ سعيدِ بن أبي مريم:«كانت فينا امرأةٌ تَجعلُ على أَرْبِعاءَ في مَزرَعةٍ لها سِلْقاً»[خ¦٩٣٨] خلَط الرُّواة عن البخاريِّ في هذا الحرفِ، وفي الحرفِ الذي بعدَه، وفي قوله:«فتَجعَلُه في قِدْرٍ لها» فكذا هو لأكثرِهم وقيَّده بعضُهم عن القابسيِّ وعن أبي ذرٍّ: «تحفِل» بالحاء والفاء، وعند الجرجانيِّ:«تَحْقِل» بالقاف، وهو الصَّواب؛ أي: تزرَع على جداولَ لها، والحَقْلَةُ: المَزرعةُ، والحَقْلُ مثلُه، «وتجعَلُه في قِدرٍ» هو الصَّوابُ وغيرُه خطأٌ، و «الأَربِعَاءُ» جمعُ: ربيعٍ، وهو الجدولُ، و «سِلْقاً» مفعولٌ بـ «تجعَل»، وعند الأَصيليِّ:«سِلقٌ» بالرَّفع، ووجهُه أن يكون مبتدأً و «لها» خبرُه، أو مفعولاً لم يُسمَّ فاعلُه، ويكون الفِعل قبلَه «يُحقَل» بضمِّ الياء، وكذا وجَدتُ بعضَهم ضبطَه.
في حديثِ الفتنِ وأشراطِ السَّاعة قولُه:«ويَنطلِقون في مساكينِ المُهاجرينَ، فيَجعَلون بعضَهم على رِقابِ بعضٍ» وعند السَّمرقنديِّ: «فيحمِلون» وكلاهما بمعنًى، والإشارةُ فيه إلى ما يُفتَح عليهم وتقدِيمِهم أمراءَ، وذهبَ بعضُهم إلى أنَّ معنى الكلام لعلَّه: في فَيْءِ مساكينِ المُهاجرينَ، وهذا لا يستقِلُّ مع قولِه:«يحمِلون» و «يجعَلون بعضَهم على رقابِ بعضٍ» وظاهرُه جائزٌ صحيحٌ محتمِلٌ؛ لِمَا ذكرناه في حديث عائشةَ مع ابنِ الزُّبير:«ودِدتُ أنِّي جعَلتُه حين جعَلتُه عَمَلاً أَعملُه» كذا للقابسيِّ وهو وهمٌ، والصَّحيحُ ما عند الأَصيليِّ وعُبْدوسٍ والهرويِّ:«حينَ حلَفْتُ»[خ¦٣٥٠٥] وهو الصَّوابُ.
في غزوةِ هوازنَ:«ثمَّ انتزَعَ طَلَقاً من حَقَبِه» كذا لكافَّة الرُّواة بفتحِ الحاءِ المهملةِ والقافِ، وهو الصَّوابُ، والطَّلَق، بفتحِ اللَّام: قيْدٌ من أَدَم، والحَقَبُ: حبلٌ يشدُّ به خَلْف البعيرِ، ورواه السَّمرقنديُّ:«من جَعْبتِه»