للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

شَرْعِ الأذان، فنهاه عمرُ عن إفرادِها والإنذارِ بها وإخراجِها عن سُنَّتها.

وقوله: «فجعَل يفعَل كذا» جاء جعَل في كتابِ الله تعالى والحديثِ لمعانٍ كثيرةٍ؛ جاءت بمعنى: عمِل، وهيَّأ، وصيَّر، وبمعنى: صار، وبمعنى: خلَق، وبمعنى: حكَم، وبمعنى: بيَّن، وبمعنى: شرَع وابتدَأ، وأكثرُ تصَرُّفها بمعنى: صار، ومصدرُه: جَعلاً بالفتح، وفي حديثِ الكُسوف: «فجعَلْتُ أُقدِّمُ» قيل: معناه: شرَعتُ أتقَدَّم وأخَذتُ، وسنذكُر الحرفَ في القافِ بأوعبَ من هذا.

٣٨٧ - (ج ع ف) قوله: «حتَّى يكونَ انْجِعافُها مَرَّةً واحدةً» [خ¦٥٦٤٢] أي: انقِلاعُها.

فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ

في حديثِ سعيدِ بن أبي مريم: «كانت فينا امرأةٌ تَجعلُ على أَرْبِعاءَ في مَزرَعةٍ لها سِلْقاً» [خ¦٩٣٨] خلَط الرُّواة عن البخاريِّ في هذا الحرفِ، وفي الحرفِ الذي بعدَه، وفي قوله: «فتَجعَلُه في قِدْرٍ لها» فكذا هو لأكثرِهم وقيَّده بعضُهم عن القابسيِّ وعن أبي ذرٍّ: «تحفِل» بالحاء والفاء، وعند الجرجانيِّ: «تَحْقِل» بالقاف، وهو الصَّواب؛ أي: تزرَع على جداولَ لها، والحَقْلَةُ: المَزرعةُ، والحَقْلُ مثلُه، «وتجعَلُه في قِدرٍ» هو الصَّوابُ وغيرُه خطأٌ، و «الأَربِعَاءُ» جمعُ: ربيعٍ، وهو الجدولُ، و «سِلْقاً» مفعولٌ بـ «تجعَل»، وعند الأَصيليِّ: «سِلقٌ» بالرَّفع، ووجهُه أن يكون مبتدأً و «لها» خبرُه، أو مفعولاً لم يُسمَّ فاعلُه، ويكون الفِعل قبلَه «يُحقَل» بضمِّ الياء، وكذا وجَدتُ بعضَهم ضبطَه.

في حديثِ الفتنِ وأشراطِ السَّاعة قولُه: «ويَنطلِقون في مساكينِ المُهاجرينَ، فيَجعَلون بعضَهم على رِقابِ بعضٍ» وعند السَّمرقنديِّ: «فيحمِلون» وكلاهما بمعنًى، والإشارةُ فيه إلى ما يُفتَح عليهم وتقدِيمِهم أمراءَ، وذهبَ بعضُهم إلى أنَّ معنى الكلام لعلَّه: في فَيْءِ مساكينِ المُهاجرينَ، وهذا لا يستقِلُّ مع قولِه: «يحمِلون» و «يجعَلون بعضَهم على رقابِ بعضٍ» وظاهرُه جائزٌ صحيحٌ محتمِلٌ؛ لِمَا ذكرناه في حديث عائشةَ مع ابنِ الزُّبير: «ودِدتُ أنِّي جعَلتُه حين جعَلتُه عَمَلاً أَعملُه» كذا للقابسيِّ وهو وهمٌ، والصَّحيحُ ما عند الأَصيليِّ وعُبْدوسٍ والهرويِّ: «حينَ حلَفْتُ» [خ¦٣٥٠٥] وهو الصَّوابُ.

في غزوةِ هوازنَ: «ثمَّ انتزَعَ طَلَقاً من حَقَبِه» كذا لكافَّة الرُّواة بفتحِ الحاءِ المهملةِ والقافِ، وهو الصَّوابُ، والطَّلَق، بفتحِ اللَّام: قيْدٌ من أَدَم، والحَقَبُ: حبلٌ يشدُّ به خَلْف البعيرِ، ورواه السَّمرقنديُّ: «من جَعْبتِه»

<<  <  ج: ص:  >  >>