وهي أصغرُ منَ المصلَّى يُصلَّى عليها، سُمِّيَتْ بذلك؛ لأنَّها تسْتُرُ الوجهَ والكفَّين مِن برْدِ الأرضِ وحرِّها، فإن كبُرَتْ عن ذلك فهي حَصيرٌ، قاله أبو عُبَيدٍ.
ومنه: «خمِّروا آنِيتَكُم» [خ¦٥٦٢٣]، و «خمِّروا البُرْمةَ» * [خ¦٤١٠١]، و «خمَّرْتُ وجْهي» [خ¦٤١٤١]، و «لا تُخمِّروا وجهَ المُحرمِ» [خ¦١٢٦٥] ونحوُ هذا ممَّا جاءَ وتَصَرَّفَ في الأحاديثِ، كلُّه منَ التَّغطِيةِ والسَّتْرِ، ومنه سُمِّيَ خِمارُ المرأةِ؛ لسَتْرِه رأسَها. وفي الحديثِ: «اقسِمْه خُمُراً بينَ الفَواطمِ» بضمِّها، جمعُ: خِمارٍ، وهو ما تُغطِّي به المرأةُ رأسَها.
وفي شِعْرِ حسَّانَ عندَ مُسلمٍ:
« ............ … تُلَطِّمُهنَّ بالخُمُرِ النِّساءُ»
بضمِّها، جمعُ: «خِمارٍ»، كذا روَيناه من جميعِ الطُّرُقِ، وقال لي أبو الحُسَينِ: إنَّه يُروَى: «بالخُمَر» بفتحِ الميم، جمعُ: خُمْرةٍ، والأوَّلُ أظهرُ؛ لعزَّتِها على أرْبابِها.
وقوله: «كما تُسَلُّ الشَّعرةُ منَ الخَميرِ» يريدُ العَجينَ المختَمِرَ؛ يعني: لأتلَطَّفَنَّ في تَخلِيصِ نسَبِكَ حتَّى لا يَعُمَّه الهجْوُ ويقضِي عليه كما يُتلَطَّفُ في إخراجِ الشَّعرةِ منَ العَجينِ لئلَّا تَنقطِعَ فتبقَى فيه.
قوله: «كلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ» سُمِّيَ بذلك لمخامَرَتِه العقلَ؛ أي: خالطَه، أو خمَّرَه؛ أي: ستَرَه، كما قالَ في الرِّوايةِ الأخرى: «والخَمرُ ما خامَرَ العقلَ» [خ¦٤٦١٩].
وفي الحديثِ: «وكان يمسَحُ على الخُفَّينِ والخِمارِ» يريدُ العِمامةَ؛ لتَخْمِيرها الرَّأسَ، قاله الحربيُّ.
وذِكْرُ: «جبَل الخَمَر» بفتحِ الخاءِ والميمِ: هو الشَّجرُ الملتَفُّ، وهو جبَلُ بيتِ المقدِسِ، فسَّرَه في الحديثِ.
٦٢٨ - (خ م ل) قوله: «الخَمِيلة» [خ¦٢٩٨] هي كِساءٌ ذاتُ خَمْلٍ، وهي كالقَطيفةِ، وقيل: القَطيفةُ نفسُها، وقولُ مسلمٍ: «أخمَلُ لذِكْرِ قائلِه» أي: أَسْقطُ وأقلُّ نَباهةً.
٦٢٩ - (خ م م) وفي المساقاة: «وخَمُّ العين» بفتحِ الخاءِ وشدِّ الميم؛ أي: كَنْسُها وتَنْقيتُها.
٦٣٠ - (خ م ص) قوله: «خَميصة» [خ¦٢٩٨] قال الأصمعيُّ: هي كِساءٌ من صُوفٍ أو خزٍّ مُعْلَمةٌ سوداءُ كانَتْ مِن لباسِ النَّاسِ، قال غيرُه: هو البَرْنَكانُ الأسودُ، وقال أبو عُبيدةَ: هو كِساءٌ مربَّعٌ له عَلَمانِ، وقال الجَوهريُّ: هو كِساءٌ رقيقٌ