وقوله: «من هَولِ المُطَّلعِ» يريد ما يُطَّلَع عليه من أهوالِ الآخرةِ وشَدائدِها، والمُطَّلَع بضمِّ الميم وتَشديدِ الطَّاء وفَتح اللَّامِ مَوضِع الإطلاعِ من إشْرافٍ إلى الانْحِدارِ، شبَّه ذلك به، والمَطْلَع بفَتحِ الميمِ واللَّامِ: مَوضع الطُّلُوع، وبكَسرِ اللَّام: وقت الطُّلُوع، وقد قيل بالوَجهَين فيهما.
وقوله: «إذا طلَع الغُلامُ» [خ¦٢٥٣١] أي: ظهَر، وقوله: «في خيلٍ طَلِيعَة» [خ¦٢٧٣١] أي: مُتقدِّمة تتطلَّعُ على أمرِ العَدُوِّ وتُشرفُ على أخبارِه، ومنه: «ولَوْ أنَّ امْرَأةً منْ أهلِ الجنَّةِ اطَّلَعَتْ على أَهلِ الأرْضِ» [خ¦٢٧٩٦] أي: أشرَفَتْ بشَدِّ الطَّاء، يقال: اطَّلع له إذا ظهَر له من غير انتِقَال وحَركَةٍ منه، ويقال: أطْلَع الرَّجلُ إطْلاعَةً بسُكون الطَّاءِ فيهما؛ أي: أشرَف، واطَّلعتُ من فوقِ الجبلِ، وطَلعتُ على القومِ أتيتُهم، وطَلَعْت وطَلِعْت معاً، وطَلَعت عنهم غِبتُ عنهم.
وقوله: «اطَّلعتِ الشَّمسُ» أي: طلَعَت، يُقالان معاً بمعنًى واحدٍ، وكذلك أَطْلَعتْ رُباعيٌّ، ومرادُ الذي قالها: آخِرَ النَّهارِ؛ أنَّها ظهرتْ بعد مَغيبها وظنِّهم المَساءَ، وكذلك قوله: «فاطَّلَع عليه إنسانٌ معَه ماء» كذا لابنِ وَضَّاحٍ، ولغَيرِه: «فطَلَع»، وكِلاهُما بمعنَى ظهَر، ومنه: «ما أَطْلَعَاني على أمرِهِما» * [خ¦٦٩٢٣] أي: لم يُعلِّماني به.
وقوله: «فليُطْلِع لنا قَرْنه» [خ¦٤١٠٨] أي: يَكشِف رأسَه ويُظهِره ويَشهَر نفسَه ويُعرِّفنا بها ولا يَستَتِر بأمْرِه.
٩٩٦ - (ط ل ق) قوله: «تَطَلَّق في وَجهِه» * [خ¦٦٠٣٢] أي: انْبسَط وظهَر البِشرُ فيه، وقولُه: «بوَجهٍ طَلِق» أي: مُنبَسطٍ غير مُتجَهِّمٍ ولا مُنقَبضٍ، يقال: منه وَجْه طَلْق وطَلِقٌ وطَلِيق، ورجلٌ طَلْق الوجه وطليقه وطِلْقه، وقد طلُق وجهه بالضَّمِّ، ومثلُه طَلْق اليدين إذا كان سخيّاً، ومَصدرُه طلاقَةً.
وقوله: «الطُّلَقاء» [خ¦٤٣٣٣] بفَتحِ اللَّام ممدُود جمعُ طَليقٍ، يقال ذلك: لمن أُطلِق من إسارٍ وثِقَافٍ، وبه قيل لمُسلِمة الَفتحِ: الطُّلقاءُ؛ لمنِّ النَّبيِّ ﷺ عليهم.
وقوله: «وامْرَأة تَطْلُق» يقال: بفَتحِ التَّاء وضَمِّ اللَّام، وبفَتحِ اللَّام وضمِّ التَّاء أيضاً، والطَّاءُ ساكنة في كِلَيهما، ويقال: طُلِقت المرأة بضمِّ الطَّاء وكَسرِ اللَّام مخفَّفة منَ الوِلادة على ما لم يُسمَّ فاعلُه طلْقاً بسُكون اللَّام، ومنه: ضَرَبها الطَّلقُ إذا أصابَها ذلك، وطَلقَت بفتح اللام وضمِّها من الطَّلاق بانَت عن زَوْجِها.
قوله: «إنَّ أخي استَطْلَق بَطْنُه … ولم يَزِده إلَّا استِطْلاقاً» [خ¦٥٧١٦] يعني: أصابه الإسْهال وهو الاسْتِطلاقُ.
وقوله: «فانتزع طَلَقاً من حَقَبِه فقيّد به بعِيرَه» بفَتحِ الطَّاء واللَّامِ، قال ابنُ الأعرابيُّ: هو قيْدٌ من أَدمٍ أحمَر، والطَّلَق أيضاً