١٧٣٣ - (غ ر م) قوله: «أعوذُ بكَ من … المغْرَم»[خ¦٨٣٢] هو الدَّينُ، وهو الغُرْم، قال الله تعالى: ﴿فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ﴾ [الطور: ٤٠]، والغريمُ الذي عليه الدَّينُ، والذي له الدَّينُ، وأصلُه الُّلزومُ، والدَّين الذي استعاذَ منه ﷺ، إمّا استدانتُه فيما يكرهُه أو فيما يحبُّ ثمَّ عجزَ عن أدائِه، أو مغرَمٍ لربِّه تعالى عجزَ عن القيام به، وإمَّا دَينٌ احتاجَ إليه وهو قادرٌ على أدائِه فلا يكرهُه، بل قد تداينَ ﷺ هو وأصحابُه.
١٧٣٤ - (غ ر ف) قوله: «فتكونُ أصولُ السِّلقِ عَرْفة»، وفي الرِّوايةِ الأخرَى:«فصارَت غَرْفة» بفتحِ الغينِ وسكونِ الرَّاءِ وبالفاءِ؛ أي: مرقاً يُغرَف، وقد ذكرناه، والخلافَ فيه في العينِ.
وقوله:«من غَرْفة واحِدَةٍ»[خ¦١٩٩] قيل: يقال غَرْفةٌ وغُرْفةٌ بمعنًى واحدٍ، وقيل: بالفتحِ: الفِعلُ، وبالضَّمِّ: اسمُ ما اغتُرِفَ، قال يعقوبُ: الغَرفُ مصدرُ غرفتُ الماءَ والمَرَقَ، وقيل: الغُرْفةُ: بالضَّمِّ مقدارُ ملءِ اليدِ، وبالفتحِ: المرَّةُ الواحدةُ، قال ابنُ دريدٍ: الغُرْفَة والغُرَافَة: ما اغتَرفتَه بيدِك.
١٧٣٥ - (غ ر ق) قوله: «الغَرِقُ شهيدٌ» * [خ¦٢٨٢٩] كذا في أكثرِ الأحاديثِ، ووقعَ في كتابِ البُخاريِّ في بابِ فضلِ التَّهجيرِ:«الغَرِيقُ»[خ¦٦٥٣] بالياءِ، وكلاهما صحيحٌ، قال الأصمعيُّ: يقال لمن غَرِقَ: غَرِقٌ، فإذا ماتَ غَرَقاً فهو: غَريقٌ، وقال أبو عدنانَ: يقال لمن غلبَه الماءُ ولمَّا يغرقْ بعدُ: غَرِقٌ، فإذا غَرِقَ فهو غَرِيقٌ، ومنه:«أدعوكَ دعاءَ الغَرِقِ» أي: الذي يخشاهُ ويتوقَّعه.
وقوله:«اغرَورَقَت عَينَاه»[خ¦٦٩٣٩] قال يعقوبُ: أي امتلأت بالدُّموعِ ولم تَفِض.
وقوله:«إلَّا الغَرْقَد فإنَّه من شَجَرِهم» قال الهَرويُّ: هي من العِضَاهِ، قال غيرُه: هو العوسجُ، وقال أبو حنيفةَ: واحدُ الغرقدِ: غَرقدَةٌ، وهي شجرةُ العوسجِ إذا عَظُمَت صارَت غَرقَدَةٌ، وقيل: هو غيرُ العوسجِ، وله ثمرٌ أحمرُ مدوَّرٌ حلوٌ يُؤكَل، كأنَّه حبُّ العقيقِ، ورأيتُ في بعضِ التَّعاليقِ عن بعضِ رواةِ البخاريِّ في حواشِيه بخطِّ بعضِ من لقِيناه من الأشياخِ أنَّه: الدِّفْلَى وليسَ بشيءٍ، و «بَقِيع الغَرقَد»[خ¦١٣٦٢] سمِّي بشجراتِ غرقدٍ، كانت فيه قديماً.