للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بعينِه وهو خطأ؛ لأنَّها قد أخبرَت أنَّ البيوتَ يومئذٍ ليسَ فيها مصابيحٌ، ومثله: «فغَمَز ذِراعي، وقال: إقرَأ بها في نَفَسِك»، و «يَغمِزُني فأفتحُ عليه»، ومثله: «فالتفتُّ فَغَمَزني»، وقال بعضُهم: معناه أشارَ إليَّ، والأوَّلُ أولى؛ لأنَّه في روايةِ مُطرِّفٍ وأبي مصعبٍ وابنِ بُكيرٍ: «فوضعَ يَده في قَفَاي فغَمَزني»، ومنه: «يتعرَّضُ الجوارِيَ … يَغمِزُهُن» [خ¦٧٥٥] أي: يقرصُهنَّ.

وقوله: «لا تُعذِّبنَ أولادَكنَّ بالغَمزِ» * [خ¦٥٦٩٦] هو رفعُ اللَّهاةِ بالإصبعِ، وقد فسَّرناه في الدَّالِ والغينِ.

وقوله في حديثِ جابرٍ في الشَّجْبِ؛ وهي القِربةُ: «ويَغمِزُه بيَده» قيل: معناه يعصِرُه ويحرِّكُه، وهو كلُّه قريبُ المعنَى.

١٧٥٢ - (غ م ط) قوله: «مَن … غَمِطَ النَّاسَ» بكسرِ الميم؛ أي: استحقرَهم، كذا رويناه في هذا الحديثِ بالطَّاءِ في الصَّحيحَينِ من جميعِ الطُّرقِ، وقد رواه بعضُهم: «غَمِصَ» بالصَّادِ، وكذا رويناه في كتابِ أبي سليمان وغيرِه، وهو بمعناه، وسنذكرُه في الحديثِ الآخرَ في بابِه.

١٧٥٣ - (غ م م) قوله في الهلالِ: «فإن غُمَّ عليكُم فاقدُروا له» [خ¦١٩٠٠] بضمِّ الغينِ وشدِّ الميم؛ أي: سترَه الغمامُ، كذا رويناه في «الموطَّأ» بغيرِ خلافٍ، وفي كتابِ مسلمٍ في حديثِ يحيى بنِ يحيى: «أُغمِيَ»، وعندَ بعضِهم: «غُمِيَ» بتخفيفِ الميم وكسرِها وفتحِ الياءِ، وكذلك في البُخاريِّ * [خ¦١٩٠٠].

وقيل: معنَى هذه الرِّوايةِ لُبِّسَ عليه وسُتِرَ عليه؛ من إغماءِ المرضِ، يقال: غُمِيَ عليه وأُغمِيَ، والرُّباعيُّ أفصحُ، وقد يكونُ من المعنى الأوَّلِ.

قال الهرويُّ: يقال: غامَتِ السَّماءُ وأغامَت وتغيَّمت وغيَّمَت وغَيِنَت بالنُّونِ وغَمَّت وأَغمَّت، وزادَنا شيخُنا أبو الحسنِ: غَمَت وأَغمَت مخفَّفاً، فعلى هذا يصحُّ غُمِيَ وأُغمِيَ من الغَيم والغَمام، وأنكرَ أبو زيدٍ غامَت وصحَّحها غيرُه، وقد جاءَ في كتابِ أبي داودٍ: «فإن حَالت دونَه غمامةٌ» فهذا تفسيرٌ لذلك في الحديثِ نفسِه.

وكان في روايةِ الصَّدفيِّ من شيوخِنا، والخُشنيِّ عن الطَّبريِّ في كتابِ مسلمٍ في حديثِ ابنِ معاذٍ: «عَمِيَ» بالعينِ المهملةِ، أي: التَبَسَ، وقد فسَّرناه في بابَينِ قبلُ وذكرَه البُخاريُّ في حديثِ أبي هريرةَ في باب إذا رأيتُم الهلالَ فَصومُوا: «غُبِّيَ» [خ¦١٩٠٩] بضمِّ الغينِ، كذا للأَصيليِّ والقابسيِّ ولأبي ذرٍّ: «غَبِيَ» بفتحِها؛ أي: خَفِيَ، وقد ذكرناه في بابِه.

<<  <  ج: ص:  >  >>