للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: «قطَعْتُم ظَهْر الرَّجُل» [خ¦٢٦٦٣] أي: أهلَكْتُموه بمَدْحِكم كمَن قُطِع نخاعُه وقُصِم ظهرُه.

قوله: «وجعَلْنا مكَّةَ بظَهْرٍ» [خ¦٢٥/ ٨٢ - ٢٥٩٦] أي: من ورَائِنا.

قوله في حَديثٍ آخر في البُخاريِّ: «فظَهَر هؤلاء الَّذين كان بينَهم وبين رَسولِ الله عَهْدٌ، فقَنَت رسولُ الله شهراً بعدَ الرُّكوع يَدْعُو عليهم» [خ¦٤٠٩٦] كذا في جَميعِ النُّسخِ، ومعناه هنا: غلَب، ولا وَجْه له أقرَب من هذا، والأشبَهُ عندي أن يكون مُغيَّراً من قوله: فغَدَر وهو أشبَه وأصحُّ في المعنى، كما قال في الحديثِ الآخر: «غَدَرُوا بهم فَقَنَتَ شهراً يَدْعُو عَلَيهِم» [خ¦٣٠٦٤].

فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ

قوله في الصَّلاة: «حتَّى يَظلَّ الرَّجُلُ إن يَدْري كم صلَّى» [خ¦١٢٣١] بفتحِ الظَّاء؛ بمعنى يصير، من قوله تعالى: ﴿ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا﴾ [النحل: ٥٨]، كذا رويناه فيها، وكذا قاله الدَّاوديُّ، وقيل: «يظَلَّ» هنا بمعنى: يَبقَى ويدُومُ، كما قال:

ظَلِلتُ رِدائي فوقَ رَأسِيَ قاعداً .....................................

وحكى الدَّاوُديُّ أنَّه رُوِي: «يضل» بكسر الضَّاد وفَتحِها من الضَّلالِ، وهو التَّحيُّرُ، والكسرُ في المُستَقبلِ وفَتحُ الماضي أشهَر، كما قال تعالى: ﴿أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا﴾ [البقرة: ٢٨٢] أي: تَنسَى، وكذا جاء في بَعضِ الرِّوايات عن القابسيِّ وابنِ الحذَّاءِ عندنا؛ أي: يتحيَّر ويَسهو، وفسَّره مالكٌ فقال: يَنْسى، من قوله تعالى: ﴿أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا﴾ [البقرة: ٢٨٢] أي: تَنسَى، وهو صحيحٌ أيضاً، والضَّلالُ: النِّسيانُ، وهذا التَّفسيرُ يأتي على غَيرِ روايةِ مالكٍ في كتابه، فإنه إنَّما ذكَره هو بالظَّاء بمعنى: يصير، وهو أليَقُ بالكَلامِ هنا، وقد ذكَرنا ذلك في الضَّاد، وذكَرنا في حرْفِ الهمزة الاختلافَ في «إِنْ يَدْرِي» بالكسر أو الفتح، وتصويبُ الكسر فيه: أنَّ «إنْ» هنا بمعنى ما في الرِّواية الواحدةِ، وبالوَجهَين على الأخرى.

وقوله: «إنِّي أُعْطِي أقْواماً أخافُ ظَلَعَهُم» [خ¦٣١٤٥] بفتحِ الظَّاءِ واللَّاِم، كذا لجماعَتِهم؛ ومعناه -والله أعلم-: ضَعْف إيمانِهم، كالظَّالع

<<  <  ج: ص:  >  >>