وفي الرِّقائقِ في التَّوبةِ:«لله أفرَحُ بتَوبةِ عَبدِه من رجُلٍ نزَل مَنزِلاً وبه مَهلَكةٌ، ومعه راحلَتُه»[خ¦٦٣٠٨] كذا في جميعِ النُّسخِ هنا، وهو تغيِيرٌ وتصحِيفٌ، وصَوابُه ما في كتابِ مُسلمٍ بسَندِ البُخاريِّ بعَينِه:«من رجُلٍ في أرض دَوِّيَّةٍ مَهلِكَةٍ ومعه راحلَتُه» أي: قَفْرٍ يَهلِكُ سالِكه، وبمِثْلِ هذا جاءَت الآثارُ وتكرَّرت لفظاً ومعنًى، وهو المَعروفُ.
البَاء مع الوَاوِ
٢١٦ - (ب و أ) قوله: «فَلْيتبَوَّأْ مَقعَدَه من النَّار»[خ¦١٠٨] مَهمُوز الآخر؛ أي: يَنزِل مَنزِله منها ويتَّخِذه، قيل: هو على طريقِ الدُّعاء عليه؛ أي: بوَّأه الله ذلك، وخرَج مخرَج الأمرِ، وقيل: بل هو على الخبَرِ وأنَّه استحَقَّ ذلك واستَوْجَبه.
وقوله:«فقد باءَ بها أحدُهما»[خ¦٦١٠٤]، و ﴿تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ﴾ [المائدة: ٢٩]، قيل: تَرجِع به لازماً لك، وقيل: تحمِلُه كُرهاً وتُلزَمه، وأصلُه من الرُّجوعِ به، قال الله تعالى: ﴿فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ﴾ [البقرة: ٩٠] أي: لزِمَهم ورجَعُوا به.
وقوله:«فباءَت على نَفسِها»، و «قد باءَت به على نفْسِها»[خ¦٤٧٥٧]، و «إليك أبُوءُ بذَنْبي»[خ¦٦٣٠٦] معناه: أعتَرِف طَوْعاً، وكأنَّه من الأصْلِ المُقدَّم في الرُّجوع؛ أي: رجَعْت إلى الإقْرارِ بعد الإنْكارِ أو السُّكوت، أو يكون من اللُّزومِ؛ أي: أَلْزَمُ، وألزَمَتْ ذلك نفسَها، قال الخَطَّابيُّ: باء فلان بذَنبِه إذا احتَمَله كرهاً ولم يستَطِع دَفعَه.
٢١٧ - (ب و ح) وقوله في المُواعدَةِ في العِدَّة: «يُعَرِّضُ ولا يَبُوحُ»[خ¦٥١٢٤] أي: لا يصرِّح ويُظهِر غرَضه، وعند الجُرجانيِّ:«ولا يَتزوَّج» وهو تصحِيفٌ.
وقوله:«كفراً بَواحاً»[خ¦٧٠٥٦] أي: ظاهراً، وقد ذكَرْناه.
٢١٨ - (ب و ر) قوله: «في ثَقيفٍ كذَّابٌ ومُبيرٌ» أي: مُهلِك، والبَوارُ الهَلاكُ، وأبار أهْلَك، تأوَّلوا الكذَّابَ: المُختارَ بنَ أبي عُبيدٍ، والمُبيرَ: الحَجَّاجَ بنَ يوسُف، وبهذا فسَّر الحديثَ أبو عيسَى التِّرمذيُّ، وهو مَفهُوم الحَديثِ في مُسلمٍ، وقيل: المُبِير معناه المُبِيد، أبار يُبِير أباد النَّاس قَتْلاً.
٢١٩ - (ب و ل) قوله: «لا يبالي الله بهم بالةً»[خ¦٦٤٣٤]، وقوله:«لا يُلقيْ لها بالاً»[خ¦٦٤٧٨]، و «ما كنتُ لأباليها»[خ¦٥٧٤٧]، و «ما بالَيتُ»، و «ما تُبالِه» كلُّه من الاكتِراثِ والاهْتِمامِ بالشَّيءِ.