للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فذَكَر بقِيَّة الحديثِ بمعناه.

قال القاضي : وقوله: «بال» يَقتضِي ما ذكَره كما جاء في الرِّوايةِ، فقد قدَّمنا أنَّ البالَ يقَع على الحالِ والشَّأنِ، فمعناه: ما شأنُ عُقبَاه ومَآله وآخر أمْرِه.

وقوله في ألْبانِ الأُتُنِ: «وأمَّا ألْبَانُ الأُتُن -وقوله: - فلم يبلُغْنا في ألْبانِها أمرٌ» كذا لكافَّة رُواة البُخاريِّ [خ¦٥٧٨١]، وهو الصَّحيحُ، ومُقتضَى التَّبويبِ والكَلامِ، وعند الجُرجانيِّ: «أبوال» مكان «ألبان» و «ألبانها» وهو خطَأ.

البَاء مع اليَاءِ

٢٢٢ - (ب ي ب) قوله «بِيَبَى» ذكَرْناه والخِلاف فيه ومَعناه في الهَمزةِ، وقول من قال: إنَّ الكَلِمة كلُّها جُعِلت كالكَلمَةِ الواحدَةِ.

٢٢٣ - (ب ي ت) قوله: «ما بين بَيتِي ومِنْبرِي» [خ¦١١٩٥] قيل: المُرادُ به القَبرُ، كما قال في الرِّوايةِ الأُخْرَى: «ما بين قَبرِي ومِنْبرِي»، والبيتُ يأتي في اللُّغة بمعنَى القَبرِ، وكذلك في الحَديثِ الآخَرِ في الإذْخِرْ: «فإنَّه لبيُوتِنا» * [خ¦١٨٣٤] قيل: معناه لقبُورِنا، كما جاء في الحَديثِ الآخَر: «لقبُورِنا» [خ¦١٣٤٩]، وجاء أيضاً ما يدُل أنَّه بيت السُّكنى، فقد رُوِي: «فإنَّه لظَهرِ البَيتِ والقَبرِ»، وفي أُخرَى: «فإنَّه لبيُوتِنا وقبُورِنا» [خ¦١١٢]، وقد يكون أيضاً البيتُ في الحَديثِ الأوَّلِ المُراد به بيت سكناه، فإنَّ فيه كان قبرُه فاجتَمَع المَعنيان في البيتِ، قال الدَّاوديُّ: كانوا يخلِطُونه بالطِّين كما يُخلَط بالتَّبنِ فيملسُون به بيُوتَهم.

وقولُه في أهلِ الدَّارِ يُبيَّتُون: «وإنا نُصِيبُ في البَيَات من ذَرارِيِّ المُشرِكِين» هو أن يوقع بهم ليلاً، وهو البَياتُ، قال الله تعالى: ﴿لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ﴾ [النمل: ٤٩]، وقال: ﴿أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ﴾ [الأعراف: ٩٧].

وقوله: «فبَاتُوا يَفعَلون كذا» [خ¦٥٥٥]، و «بات يَفعَل كذا» [خ¦١٨٣]، و «بِتُّ أفعَلُه» [خ¦١١٧] وهو مُتكرَّرٌ في الحَديثِ، هو كِنايَة عمَّا يصنَعُ في اللَّيلِ، وعَكسُه ظَللْتُ في فِعْل النَّهارِ، وأكثرُ ما يُستَعمَل باتَ في غيرِ النَّومِ.

وقوله في حَديثِ الهِجْرةِ: «فيُصبِحُ مع قُريشٍ كبائِتٍ» [خ¦٣٩٠٥] أي: كمثَلِ مَن بات معَهُم ولم يغِبْ عنهُم.

وقوله: «لبَيْتٌ بِرُكْبَةَ أحبُّ إليَّ من أبياتٍ بالشَّامِ» قيل: أراد بالبَيتِ البِناءُ والمَسكَن لصِحَّة بلاد الحِجاز ووَباء الشَّامِ، و «رُكبَة» من بلاد الطَّائفِ، وسنَذكُرها، وقيل: أراد بالبَيتِ هنا أهلَه من العَربِ، قال بعضُ اللُّغويِّين: البيتة من العَربِ الَّذي يجمَعُ شَرفَ القَبيلةِ وهو بَيتُها أيضاً.

٢٢٤ - (ب ي ح) قوله: «أُبِيحَت خَضْراءُ قُريشٍ» أي: انتُهِبتْ وتمَّ هلاكُها،

<<  <  ج: ص:  >  >>