وفي القِراءَة في المَغربِ في حَديثِ يحيَى ابنِ يحيَى:«سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقرَأ بالطُّورِ في المَغربِ»[خ¦٧٦٥] كذا لكافَّتهم، وعند ابنِ عيسَى في أصْلِه:«في الطُّورِ»، والمَعروفُ الأوَّلُ، لكنْ إنْ صحَّ ذلك فيَدُل على أنَّها لم تَسمَعْه يَقرَأ جميعَها.
الباءُ مع الهَمزةِ والألِفِ
١١٤ - (ب أ ب) قوله: «يا بَابُوسُ من أبُوكَ؟»[خ¦١٢٠٦] بباءَين بواحِدَة فيهما وآخره سينٌ مُهمَلة، قال ابنُ الأعْرابيِّ: هو الصَّبيُّ الرَّضيعُ، وولدُ النَّاقةِ أيضاً، وقال صاحبُ «جامع اللغة»: ولدُ كلِّ شيءٍ في صِغَره بابُوس، وقيل: الكَلِمة لَيسَت بعَربِيَّة، وقيل: هي عرَبِيَّة، وقد جاء معناها مُفسَّراً في الحَديثِ الآخَر:«من أبوكَ يا غلامُ»[خ¦٢٤٨٢]، وقال الدَّاوديُّ: هو اسمُ ولَدِها، وقد رُوِي أنَّه سأله وهو في بَطنِها، وهذا يدلُّ على أنَّه غيَّر اسمه.
١١٥ - (ب أ ت) قوله: «علَيكُم بالبَاءَة» ممدُودٌ مَهمُوز آخره تاءٌ، ويقال: بالمدِّ بغَيرِ تاءٍ، ويقال أيضاً: الباه بالقَصرِ والهاء، والباهةُ بتاءٍ بعدَ الهاء، وهو النِّكاحُ، ويُسمَّى به الجِماع، وأصْلُه أنَّ مَن تزوَّج تبوَّأ لنَفسِه وزَوجِه بيتاً، فعلى هذا أصْلُه من الواوِ لا من المَهمُوز الأصليِّ.
١١٦ - (ب أ ر) قوله: «لم يَبتَئِرْ عندَ الله خيراً»[خ¦٦٤٨١] آخِرُه راء للجَماعةِ، وفي رِوايَةٍ أُخرَى:«يَبتهِر» بالهاءِ مكان الهَمزةِ بدَلاً منها، وفي حَديثٍ آخَر:«ما ابْتَأَر» وكذا ذكَرَه مُسلِمٌ، وفسَّره في الحَديثِ:«لم يدَّخِرْ»[خ¦٦٤٨١]، وفي رِوايَةٍ عن مُسلمٍ:«ما امْتَأرَ» بالميمِ بدلاً من الباء، وسيأتي الكَلامُ على هذا مُستَوعباً بعد هذا، وما فيه من تَغيِيرٍ وتَصحِيفٍ إن شاء الله.
قوله:«البِئرُ جُبارٌ»[خ¦١٤٩٩] يُهمزُ ولا يُهمزُ، والأصلُ الهَمزُ، وجمعُها بئار وأبؤُرٌ وأبَأَرٌ وأبآرٌ، قيل: معناها البِئرُ القديمةُ، وقيل: ما حفَره الرَّجلُ حيث يجُوزُ له، فما هلَك فيها فهو هَدرٌ لا تبعَةَ فيه على حافرِ البئرِ أو عامرِها.