ذَرٍّ:«به»، وعند القابسيِّ وابن السَّكن:«فيَّ» في الحَرفِ الأوَّلِ، وعند جَميعِهم في الثَّاني:«بي» و «به» لا غير.
وقوله:«وقضَى بسَلَبِه لعَمرِو بن الجَموح» كذا للكافَّة، وعند الصَّدفيِّ في مُسلمٍ:«وقضى سَلَبه» بسقُوط الباء، يعني: أمضَى وفصَل.
وقوله:«أن تُزانيَ بحَلِيلةِ جارِكَ»[خ¦٤٧٦١] كذا جاء في تَفسيرِ الفُرقانِ وغير مَوضعٍ، وفي غَيرِه:«حليلةَ جارِكَ»[خ¦٤٤٧٧] واختَلَف الرُّواة عن البُخاريِّ فيه في مَواضعَ، و (الباءُ) هنا زائدَةٌ.
وفي حَديثِ الصِّراط:«تجري بهم بأعْمالِهم» كذا عند العُذريِّ والسَّمرقَنديِّ ورِوايَة الجُلُوديِّ، و (الباء) هنا زائدَةٌ وسقُوطها الصَّوابُ، كما في رواية الباقين:«تجري بهم أعمالُهم».
وفي قِصَّة داودَ في كتاب الأنبياءِ في حَديثِ عبدِ الله بنِ عَمرٍو:«أجدُ بي يعني قوَّةً»[خ¦٣٤١٩] أي: فيَّ كذا، أو بمعنى:(مِنْ)؛ أي: مني، كذا روايةُ الجَماعةِ، وعند الأَصيليِّ فيها الوَجهانِ معاً الباء والنُّون؛ أي: أجِدُني أقوَى على أكثرِ من ذلك، فحُذِفَ لدلالةِ اللَّفظ عليه، لكنَّه لا يستقلُّ اللَّفظ على قول مِسعَر- «يعني قُوَّة» - ولو قال: قَوِيّاً كان أليَق.
وفي (باب التَّوبةِ): «من رَجلٍ نزَل منزِلاً وبه مَهلَكةٌ»[خ¦٦٣٠٨] كذا لرُواةِ البُخاريِّ كلِّهم هنا، وهو تصحِيفٌ، وصَوابُه ما في مُسلمٍ:«من رجلٍ في أرضٍ دوِّيَّةٍ مَهْلَكةٍ».
وقد جعَل الشَّافعيُّ الباء للتَّبعيضِ في قَولِه: ﴿وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ﴾ [المائدة: ٦]، وقَولِه:«ومسَح برَأسِه»[خ¦١٤٠] وهذا عند المُحقِّقين من النُّحاة والأصُوليِّين والفُقهاءِ غير مُسلَّم من جِهة اللَّفظ، ولا حجَّة في قولهم: مَسحت بالأرض؛ لأنَّ التَّبعيضَ هنا لم يُفهَم من اللَّفظ ومُقتَضى (الباء)، لكن من ضَرُورة الحال وعَدمِ القُدرةِ على العُمومِ وإمْكانِه في جَميعِ الأرضِ، فيجِبُ حمل مُقتَضى (الباء) على العُمُوم إلَّا ما منع منه عدَم الإمْكانِ.