للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

البَحرُ الذي غرق فيه فِرعَونُ، وهو المُسمَّى إساف.

[وقوله: «وَأَيمُ الله» [خ¦٣٤٤] ذكَرناه في حَرفِ الهَمزةِ].

٢٤٤٦ - (ي م ن) وقوله في كفنِ النَّبيِّ : «في حُلَّةٍ يمنيَّةٍ» مَنسُوبة إلى اليَمنِ، وكذا روَاه العُذريُّ عند الأسديِّ، وعند الصَّدفيِّ: «يمانِيةٍ»، ولغَيرِه: «حلَّة يُمْنة» بضمِّ الياء وسكون الميم مثل: غُرْفة، وهو ضربٌ من ثيابِ اليَمنِ، قال بعضُهم: ولا يقال إلَّا على الإضافةِ، ومن قال: «يمانية» خفَّف الياء ولم يشدَّها؛ لأن الألفَ هنا عِوضٌ من ياء النِّسبةِ، فلا تجتَمِعان عند أكثَر النُّحاة، وحُكِي عن سِيبُويه جواز تَشديدِ الياء أيضاً في يمانِيَّة وشامِيَّة.

ومِثلُه قوله: «الإيمانُ يَمانٍ» [خ¦٣٣٠٢] بنُونٍ مُطلقةٍ، و «الحِكمَةُ يَمانِيةٌ» [خ¦٣٤٩٩] بتَخفيفِ الياء، قيل: يريدُ الأنصارَ؛ لأنَّهم من عربِ اليمنِ، وقيل: قالها وهو بتبُوكَ، ومكَّةُ والمَدينةُ حينَئذٍ منه يَمْنٌ، وبينَه وبين بلاد اليَمنِ، فأرَاد مكَّة والمدينةَ؛ لأنَّ ابتداءَ الإيمانِ من مكةَ، وظهورَه من المدينةِ، وقيل: أراد أيضاً مكَّةَ والمدينةَ؛ لأن مكَّةَ من أرضِ تهامَةَ، وتهامةُ من اليمنِ، وكذلك قوله: «الرُّكن اليَماني» [خ¦١٦٤٤]، و «من أَدَمٍ يَمانٍ» [خ¦٦٦٤٢] مَنسُوب إلى اليَمنِ، وقد رُوِي: «يمانيٌّ» بياء النِّسبةِ على ما تقدَّم.

وقوله: «ويأخُذُ السَّمواتِ بيَمينِه» * [خ¦٤٨١٢] هو من المُشكلِ، والتَّنزيهُ والكَلامُ فيه على ما تقدَّم في اليدِ، ومَن تأوَّله يجعَلُه بمعنَى: القُدرةِ والقُوَّة والبَطشِ.

وقوله: «يَمينُ الله مَلْأَى» [خ¦٧٤١٩] من ذلكَ استِعارَة عن سعةِ العَطاءِ، وفي رِوايَة: «مَلْآنُ».

وقوله: «يَتقبَّلُها بيَمينِه» [خ¦١٤١٠] قيل: استِعارَة أيضاً، لما كان ما يَتقبَّل وما له قدرٌ يأخذُه أحدُنا بيَمينِه استُعِير ذلك بما تَقبَلَّه الله من عَملٍ وأثابَ عليه لحِينِه، وهذا كقَولِه:

إِذا ما رَايَةٌ رُفِعَتْ لِمَجْدٍ … تَلَقَّاها عَرَابَةُ باليَمِينِ

استَعارَ لخصالِ المَجدِ رايةً، وللمُبادَرةِ لفِعْلها أخذ باليَمينِ، وكذلك لمَّا كان أكثَر العَطاء باليَمينِ استُعِير لكَثرةِ العَطاءِ وسعَتِه، وقيل: معنى «يتَقبَّلها بيَمينِه» أي: أفضَل جِهَات القَبولِ، وقيل: بفَضلِه ونِعمَتِه، تُسمَّى النِّعمةُ يَداً.

وقوله: «المُقْسِطونَ … على مَنابرَ من نُورٍ عن يَمينِ الرَّحمنِ» يخرَّج على ما تقدَّم من أهلِ اليَمينِ، أو الجنَّةِ، أو المَنازلِ الرَّفيعةِ، أو كثرةِ النِّعمةِ والرَّحمةِ وَسعَتِها.

<<  <  ج: ص:  >  >>