ضَربَه على خَطْمِه، والخَطْمُ: الأنفُ. وتقدَّم في حرفِ الجيمِ قولُه:«خَطمُ الخَيلِ» والخلافُ فيه.
٦١٣ - (خ ط ف) قوله في الصِّراطِ: «وعليه خَطاطيفُ»[خ¦٧٤٣٩] هو جمعُ: خُطَّافٍ، وهو الكُلَّابُ، كما قال في الحديثِ الآخر:«كَلَالِيبُ»[خ¦٨٠٦].
وقوله:«فجعلَتْ منه خَطِيفةً»[خ¦٥٤٥٠] بفتحِ الخاءِ: هي العَصِيدةُ، قيل: تكونُ باللَّبنِ.
وقوله:«للجنِّ … خَطْفةً»[خ¦٣٣١٦] بفتحِ الخاءِ: يريدُ ما يَخطِفونَه منَ النَّاس بسُرعةٍ، ومنه:«تلك الكلمةُ يَخطَفُها الجِنِّيُّ»[خ¦٦٢١٣] و «يَخطَفُون الكلمةَ» أي: يسْتَرقُونَها منَ السَّمع؛ قال الله تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ﴾ [الصافات: ١٠] قُرِئ بفتحِ الطَّاءِ وكَسرِها، وهما لغتانِ فصِيحتانِ.
وقوله:«أو لتُخطَفَنَّ أبصارُهُم»[خ¦٧٥٠] أي: يُذهَبَ بها بسُرعةٍ، وكذلك:«يَخْطِفان البَصَر»، و «حَسِبَتْهُ لحماً فخَطِفَتْهُ»[خ¦٤٣٩]، و «تَتَخَطَّفُنا الطَّيرُ»[خ¦٣٠٣٩] مثلُه؛ لأنَّ أخْذَ الطَّيرِ لما يأخذُه بسرعةٍ يُقال منه: خَطِفَه واخْتَطَفَه وتَخَطَّفَه، وقد قال الله تعالى: ﴿فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ﴾ [الحج: ٣١].
٦١٤ - (خ ط ى) وقوله: «تخطَّاهم»[خ¦١٠/ ١٥٨ - ١٣٥٣]، و «تَخطِّي الرِّقابِ» أي: تَجاوُزُهم، وقولُ البُخاريِّ:«﴿خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾ [البقرة: ١٦٨] منَ الخَطْوِ، والمعنى: آثارُه ومسالِكُه»[خ¦٦٥/ ٢ - ٦٤٢٦] يعني جمعَ: خُطْوةٍ بالضَّمِّ؛ وهو نَقلُ ما بينَ القَدَمينِ في المشيِ، وبالفتحِ المَصْدرُ، يُقال: خَطَوْتُ خُطْوَةً واحدةً، وجمعُ هذه: خَطَواتٍ، بفتحِ الخاءِ، فاستُعِيرَ لكلِّ منِ اتَّبع أحداً في شيءٍ، كأنَّه اتَّبع مناقلَ قدَمِه، وجمعُها أيضاً: خُطًى، ومنه:«وكَثْرةُ الخُطَا إلى المساجدِ»، و «من أجلِ كثرةِ الخُطَا».
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
وقوله:«حتَّى سمِعْتُ غَطيطَهُ أو خَطيطَهُ»[خ¦١١٧] الغَطيطُ: صوت نَفَس النَّائم عندَ استثقالِه من مَنخِرِه، ولا معنَى للخَطيطِ هنا، وهو وهمٌ.
وقوله في حديثِ الدَّارميِّ في الكسوف:«فأخْطَأَ بدِرْعٍ حتَّى أُدرِكَ برِدائِه» يعني النَّبيَّ ﷺ، كذا روايتُنا فيه عن كافَّةِ شُيوخِنا: بسكونِ الخاءِ مهموزَ الآخرِ، وفي بعضِ النُّسخِ عن ابنِ الحذَّاءِ:«فخَطَا بدِرْعٍ» مقصُورٌ غيرُ مهموزٍ، وجاء مُفسَّراً في الحديث الآخَر:«فأخَذ دِرْعاً»، ويُشبِه أن يكون مِنَ الخَطأ، فعلى الرِّواية الأولى؛ أي: أنَّه لِاستِعجالِه غَلِطَ في ثوبِه، واختلطَ عليه بغيرِه فلبِسَ دِرعاً لبعضِ نسائِه، وهو القميصُ، ويدلُّ على هذا قولُه بعدَه:«حتَّى أُدرِك بردَائِه»