للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبدليلِ قوله تعالى مرَّةً: ﴿فصَعِقَ﴾ [الزمر: ٦٨]، ومرَّةً: ﴿فَفَزِعَ﴾ [النمل: ٨٧]، وهذه الصَّعقةُ -والله أعلم- صعقةُ فزَعٍ في عَرْصةِ القيامةِ، غير نفخةِ الموتِ والحشرِ وبعدَهما عندَ تشقُّقِ السَّماواتِ والأرَضين والله أعلمُ.

[فصل في الاختلاف والوهم]

قوله في حديثِ الرُّؤيا: «فسَما بصَري صُعُداً» [خ¦٧٠٤٧] كذا لهم: بضمِّ الصَّادِ والعينِ وتنوينِ الدَّالِ، وعندَ الأصيليِّ: «صُعَداءَ» بفتحِ العينِ، ممدودٌ، والأوَّلُ هنا أظهرُ وأولى؛ أي: سَما بصري وارتفعَ طالعاً، يقال: صَعِدَ في الجبلِ صُعوداً: بضمِّها، وأصعدَ وصَعَّدَ أيضاً، واسمُ الطَّريقِ لذلك الصَّعودُ: بالفتحِ، وضدُّه الهبوطُ، وأمَّا الصُّعَداءُ الممدودُ: فمِنَ التَّنفُّسِ.

وقوله في شعرِ حسَّانَ:

«ينازِعْنَ الأعنَّةَ مُصعِداتٍ» من هذا أي: مقبلاتٍ إليكم متوجِّهاتٍ، كذا روايةُ الكافَّةِ، وعندَ بعضِهم: «مُصْغياتٍ» وله وجهٌ؛ أي: متحسِّساتٍ لِما تَسمَعُ حَذِراتٍ، وقد قيل: أسمعُ من فرسٍ، وفي شعرِ كُثَيْرٍ:

ينازِعْنَ الأعنَّةَ مصغياتٍ … إذا نادى إلى الفزَعِ المنادي.

وفي تفسيرِ سورةِ السَّجدةِ: «الهدى الذي هو الإرشادُ بمنزلةِ أصْعَدْناه» [خ¦٦٥/ ٤١ - ٧٠٥٨] كذا في نُسَخِ النَّسفيِّ وعبدوسٍ والقابسيِّ وأكثرِها، وعندَ الأَصيليِّ: «أسعدناه» بالسِّين، وهو الصَّوابُ، وكذا عندَ أبي ذرٍّ.

الصَّاد مع الغين

١٥٠٩ - (ص غ ر) قوله في المحرِمِ: «يقتلُ الحيَّةَ بصُغْرٍ لها» بضمِّ الصَّادِ وسكونِ الغينِ؛ أي: بإذلالٍ لها وتحقيرٍ لأمرِها، ومنه: «ما رُئي الشَّيطانُ يوماً هو فيه أصغرَ … ولا أحقرَ» أي: أذلَّ، والصَّغارُ: الذُّلُّ.

١٥١٠ - (ص غ ي) وقوله: «يحفظُني في صاغيَتي بمكَّةَ» [خ¦٢٣٠١] و «أحفظُه في صَاغيَتِه بالمدينةِ» [خ¦٢٣٠١] يعني: خاصَّتَه والمائلينَ إليه، يقال: صَغْوُكَ مع فلانٍ وصَغاكَ، وصَغْوُكَ؛ أي: ميلُكَ.

وقوله: «يُصغي إليَّ رأسَهُ وهو مجاورٌ» [خ¦٢٠٢٨].

وقوله: «فأصغَى لها … الإناءَ» و «يُصغي لها الإناءَ» أي: يميلُه، ومنه: «أصغى لِيتاً» أي: أمالَه، وأصغَيتُ له سَمْعي: معدًّى رباعيٌّ، وصغَيتُ إليه، وصغِيتُ إليه، وصغى له سَمْعي. وصغى أيضاً: بفتحِ الغينِ وكسرِها؛ إذا استمعتَ لحديثِه، وفرَّغتَ نفسَكَ له، وأصغَيتَ له أيضاً لغةٌ في غيرِ المعَدَّى، حكاها الحربيُّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>