وقوله:«حتَّى تُشَافِهَنِي به» أي: تخبِرَني به من فيها وشفَتَيها، ومنه:«فأَحبَبتُ أنْ أُشَافِهَ به سَعداً» أي: أسمِعَه منه، والمُشافَهةُ: الكَلامُ بغير واسِطَةٍ.
وقوله:«حتَّى قَامَ على شَفَةِ الرَّكِيِّ» أي: حاشِيَتِها وجانبِ فمِها، والرَّكيُّ: البِئرُ، استِعارَ لها الشَّفة، وبعضُهم ضبَط شِقَّة البئر بكَسرِ الشِّين وبالقاف المُشدَّدة، يريد أحدَ ناحِيَتِها، والأوَّل الصَّوابُ.
٢٢٢٥ - (ش ف ي) قوله في حَديثِ أبي ذرٍّ: «ما شَفَيتَنِي»[خ¦٣٨٦١] أي: ما بلَغت مُرادِي من شَرحِ الأمرِ وإزَالةِ ما بي من شغل سِرِّي به وأرَحْتني منه، والشِّفاءُ: الرَّاحةُ، والشِّفاءُ: الدَّواء.
قوله:«الله يَشفِيكَ»، «اللهمَّ اشفِ أنتَ الشَّافِي لا شِفاءَ إلَّا شِفَاؤكَ»[خ¦٥٦٧٥] ممدُود منه، أي: اكشف المرضَ، وأرِحْ منه، يقال: شفَى الله المريضَ، وأشفَيتُه طلَبتُ له شِفاءً.
وقوله عن حسَّان حين هجَا المُشركِين:«فَشَفَى واشتفَى» أي: شفَى قلُوب المُؤمنِين بما أتى به من هجوهم، واشتَفَى هو ممَّا في نَفسِه من ذلك.
وقوله:«أَشْفَيت مِنهُ على المَوتِ»[خ¦٣٩٣٦] يريد: أشرَفت وقارَبت، قال القَتبيُّ: ولا يقال أشفَى إلَّا في الشَّرِّ.
وقوله:«إذا أَشفَى وَرِع» وقَع هذا الحديثُ عن عمرَ في «مُوطَّأ» ابنِ بُكيرٍ، وليس عند يحيَى، ومعناه: إذا أشرَف على ما يأخذُه كفَّ أو على مَعصِية ورع؛ أي: تورَّع عنها وكفَّ.
وقوله:«بإشفًى» تقدَّم في الهَمزةِ.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قوله في (باب الحلواء والعَسلِ): «وكان يُخرِج إلينَا العُكَّةَ ما فيها شيء فنَشتَفُّهَا» كذا لهم، أي: نتقَصَّى ما فيها من بقِيَّة، كما قال:«فنلعق ما فيها»[خ¦٣٧٠٨]، وقد فسَّرنا هذا المعنَى، وروَاه المروَزيُّ والبَلخيُّ بالسِّين، ولا وجه له هنا، وعند ابنِ السَّكن والنَّسفيِّ:«فَيشُقُّها»[خ¦٣٧٠٨] بالقاف والياء، وهو أوْجَه الرِّوايات مع قوله:«فَنَلْعَقُ مَا فِيها»[خ¦٣٧٠٨].
الشِّين مع القَاف
٢٢٢٦ - (ش ق ح) قوله في: «النَّهي عَن بَيعِ الثِّمارِ حتَّى تُشَقِّحَ»[خ¦٢١٩٦] بضمِّ التَّاء وفتح الشِّين وآخره حاء مُهملَة، فسَّرها في الحَديثِ:«حتَّى تَحمارَّ، وتَصفَارَّ»، يقال: شقَّحت النَّخلة مُشدَّداً، وأشقَحْت إذا تغيَّر بُسرها من الأخضَرِ إلى الأصفَرِ، وقيل: إلى الاحمرارِ، وضبَطَه أبو ذرٍّ بفتح القَافِ، فإذا كان هذا فيجِبُ أن تكون مُشدَّدة، والتَّاء