فعلٌ ماضٍ، والثَّاني بفَتحِ الهَمزةِ والفاء وضمِّ الكافِ اسمٌ، وإنَّما فسَّر بهذا قوله: ﴿وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾ [الأحقاف: ٢٨]، قال الزَّجاجُ: ﴿إِفْكُهُمْ﴾ دُعاؤُهم آلهتهم، ويُقرَأ:(أَفَكُهم) بمَعناه، قال: والإِفْكُ والأَفَكُ بمَنزلةِ النِّجْسُ والنَّجَسُ، قال: ويقرأ: (أَفَّكَهُم) أي: جعلَهم ضُلَّالاً؛ أي: صرَفهم عن الحقِّ، قال: ويقرأ (آفَكَهم) مِثلُه، لكن بمَدِّ الهَمزةِ؛ أي: أكذَبُهم، ويُسمَّى الكَذِب إفْكاً؛ لأنَّه قلْبٌ وصرْفٌ عن الحقِّ إلى الباطلِ.
قوله في حَديثِ زُهيرٍ في الحيضِ:«أفلا نجامِعُهُنَّ؟» كذا للكَافَّة، وعند الصَّدفيِّ عن العُذريِّ:«فلا» بحَذفِ الهَمزةِ، والوَجهُ الأوَّلُ، وقد يخرَّج الثَّاني على معنَى الأولِ وحذفِ هَمزةِ الاسْتِفهامِ، وأمَّا على مجرَّد النَّفيِ فيَفسُد المَعنَى.
الهَمزةُ مع القَافِ
٨١ - (أ ق ط) في زَكاةِ الفِطْر ذكر: «الأَقِط»[خ¦١٠٦٥] بفَتحِ الهَمزةِ وكَسرِ القافِ، وهو جُبن اللَّبن المُستخرَج زبدُه، هذه اللُّغة المَشهُورة، ويقال: بسُكون القافِ، وهي لُغةُ تميمٍ، ولُغَة ثالِثَة.
الهَمزةُ مع السِّينِ
٨٢ - (أ س ت) في الحَديثِ ذكر: «الإسْتَبْرَق -وفسَّره- بما غلُظَ مِن الدِّيباجِ»[خ¦٦٠٨١]، وهو أعجَمِيٌّ تكلَّمتْ به العربُ فعرَّبته، وقال الدَّاوديُّ: هو رَقِيق الدِّيباج، والأوَّل الصَّحيحُ.
٨٣ - (أ س د) في الحَديثِ: «إذا خرَجَ أَسِدَ»[خ¦٥١٨٩] بفَتحِ الهَمزةِ؛ أي: هو كالأَسدِ.
قوله:«إذا أُسِّد الأمرُ إلى غَيرِ أَهلِه» أي: أُسنِد إليهم وقُلِّدُوه، وأكثرُ الرِّواية هنا:«وُسِّدَ»[خ¦٥٩] بالواو، وفي كتاب القابِسيِّ:«أُوسِدَ» كذا، وقال: فيه إشكالٌ بين «أُسِّد» أو «وُسِّد»، قال: وهما بمعنًى، قال: والَّذي أحفَظُ: «وُسِّد».
قال القاضي ﵀: هما بمعنًى، وهو من الوِسَادِ، ويقال: بالهَمزِ والواوِ وِسادَة وإِسادَة معاً.