للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بـ: «خبَأتُ»: أضمَرتُ.

قال القاضي : بل الأصحُّ والأليَقُ بالمعنى أنَّه هنا الدُّخَانُ، وأنَّ النَّبيَّ -كما رُوي- «كان أضمَر له ﴿يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ﴾ [الدخان: ١٠]» فلم يَهتدِ من الآيَةِ إلَّا لهذَينِ الحَرفَينِ من كَلِمة ناقِصَةٍ لم يُتمَّها، على عادةِ الكُهَّان منِ اختِطَاف أوليَائِهم منَ الشَّياطِين بعضِ الكَلِمة عند اسْتراق السَّمعِ أو من هاجِسِ النَّفْسِ وإلقَائِها إلَيهِم، ولهذا قال له : «اخْسَأ؛ فلن تَعْدُوَ قدْرَك» أي: ابْعُد كاهناً متخرِّصاً فلن تعدُوَ قدْرَ إدراكِ الكُهَّان ممَّا لا يصِلُ إلى حقِيقَة البيان والإيضَاحِ.

٦٩٧ - (د خ ر) وقوله: «فلن أدَّخرَه عَنكُم» [خ¦١٤٦٩] أصلُه من حَرْف الذَّال المُعجمَة، فلمَّا أُدغِمَت في تاءِ افتَعَل قُلِبت دالاً، ومَعنَاه: أقْتَنِيه وأرْفعُه دُونَكم.

٦٩٨ - (د خ ل) وقوله: «وكان لنَا جاراً ودَخِيلاً» أي: مُداخلاً ومُخالطاً وخاصَّاً. وفي حديثِ العائن: «فغَسَل … داخِلةَ إزَارِه» قيل: هو طرَفُه الذي يلي جَسَدَه، وقيل: كنَّى بدَاخِلَة الإزار عن مَوضِعِه من الجسَدِ، فقيل: يريدُ مَذاكيرَه، وقيل: وَرِكَه، وقوله: «فليَنفُضه بداخِلَة إزارِه» * [خ¦٦٣٢٠] أي: طرَفِه.

٦٩٩ - (د خ ن) وقوله: «هُدْنَة على دَخَنٍ»، «وفيه دَخَنٌ» [خ¦٣٦٠٦] بفتح الدَّال والخَاءِ؛ أي: غيرَ صافِيَة ولا خالِصَة، وأصلُه من كدُورَة اللَّون في الدَّابة وغَيرِها، وأن يكون غيرَ خالصِ اللَّون، وأصلُه من الدُّخَان، والدَّخَن أيضاً: الدُّخَان، ومنه في الحديثِ الآخر: «دَخَنُها من تحتِ قَدَمِ رجُلٍ من أهل بيتي» يعني إثارَتَها، تَشبِيهاً بالدُّخَان.

وأمَّا «الدُّخْنُ» المذكورُ في حُبوب القِطانيِّ في الزَّكاة فبضَمِّ الدَّال وسُكون الخَاءِ.

فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ

في كتاب الشُّروطِ قوله: «اَرْحِل رِكابَك، فإن لم أرْحَل مَعَك» كذا لهم، وعندَ الأَصيليِّ: «أَدْخِل» [خ¦٥٤/ ١٨ - ٤٢٧٣] بالدَّال والخَاءِ المُعجَمة، وليس بشَيءٍ، وعند ابنِ السَّكن: «اكتري»، والأوَّلُ أصوَب.

في باب الصُّوَرِ: «عن عُبَيدِ الله بنِ عبدِ الله ابنِ عُتبَةَ أنَّه دخَل على أبي طلحَةَ يعُودُه» كذا في «الموطَّأ»، قال ابنُ وضَّاحٍ صوابُه: «دُخِل» و «يُعادُ» على ما لم يُسَمَّ فاعلُه، ولم يُدرِك عُبَيدُ الله أبا طلحَةَ، ويقال: إنَّه عبَيدُ الله عن ابنِ عبَّاسٍ عن أبي طلحَةَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>