تُشْطِطْ﴾ [ص: ٢٢]، قيل: هو من هذا؛ أي: لا تُجِرْ ولا تبعد عن الحقِّ، يقال: شطَّ وأشطَّ إذا جارَ.
٢١٩٢ - (ش ط ن) قوله: «مَربُوطَةٌ بِشَطنَينِ» [خ¦٥٠١١] أي: بحَبلَين، والشَّطنُ: الحبلُ الطَّويلُ المضطربُ، والشطنُ: البعدُ، ومنه سُمِّي الشَّيطانُ لبُعدِه عن الخيرِ، وطُولِ شرِّه واضطِرَابِه.
وقوله: «فَلْيُقَاتِله فإنَّما هو شَيطَانٌ» [خ¦٥٠٩] أي: يفعَلُ فعل الشَّيطان في الإحالَة ما بينكم وبين القِبلَة، وقيل: معناه فإنَّما يحمِلُه على ذلك الشَّيطانِ، وقيل: هو على وَجهِه، والمرادُ بالشَّيطانِ هنا الشَّيطان نفسُه، وهو قرين المار، كقَولِه في الحَديثِ الآخَر: «فإنَّ مَعَهُ القَرِينَ».
وقوله: «وكأنَّ نَخلَهَا رُؤوسُ الشَّياطِينِ» قيل: نبتٌ معرُوف عندَهم، وقيل: مَثَل لما يُستَقبح، وكلُّ مُستَقبح في صُورة أو عمل يشبَّه بالشَّيطانِ.
وقوله: «الشَّيطَانُ يَجرِي مِن ابنِ آدَمَ مَجرَى الدَّمِ» [خ¦٢٠٣٩] قيل: هو على ظاهِرِه، وقيل: هو مثلٌ لتَسلُّطه عليه، لأنَّه يدخُل جوفه.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قوله في الصَّداق والحِبَاءِ: «وإنْ فَارقَهَا قَبلَ أن يَدخلَ بها، فلهَا شَطرُ الحِبَاءِ» كذا لجُمهُورِهم، وعند ابنِ المُرابطِ وابنِ حَمْدين وأبي عمرَ: «شرط» بتَقديمِ الرَّاء، والأوَّل الصَّوابُ، وهو الَّذي عند ابنِ بُكيرٍ، وغير يحيَى من رُوَاة «المُوطَّأ».
وفي (باب أكلِ الرِّبا) في البُخاريِّ: «وعلى وَسَطِ النَّهرِ رَجُلٌ بين يدَيهِ حِجَارَةٌ» [خ¦١٣٨٦] كذا لهم، وعند ابنِ السَّكنِ: «على شَطِّ» [خ¦٧٠٤٧]، وهو الصَّوابُ، والَّذي يسبَح في النَّهرِ هو آكل الرِّبا، والرَّجل الَّذي يرمِيه على شطِّه.
وفي (باب إذا لم يشتَرطِ السِّنين في المُزارَعة): «عَامَلَ أهلَ خيبرَ بِشَطرِ مَا يَخرُجُ مِنهَا» كذا لكافَّتهم، وعند الجُرجانيِّ: «بِشَرْطِ»، والأوَّل الصَّوابُ والمَعروفُ.
الشِّين مع الظَّاء
٢١٩٣ - (ش ظ ظ) قوله: «فَنحَرهَا بِشِظَاظٍ»، وفي الحَديثِ الآخَر في الشَّاةِ: «فَذكَّتهَا بِشِظَاظٍ»، قال القَتَبيُّ: هو العود الَّذي يدخل في عروَةِ الجُواليقِ، وقال غيرُه: الشِّظاظُ: فلقَة العُودِ، وهذا كلُّه صحيحٌ، ففي النَّحرِ يتهيَّأ بعود الجُوالق إذا كان محدَّد الطَّرفِ، وفي الشَّاة لا يتهيَّأ به إلَّا أن يكون فلقة عود محدَّدة الجانب، يمكن الذَّبح به.
الشِّين مع الكَاف
٢١٩٤ - (ش ك ر) قوله: «فَشكَرَ الله ذلكَ له» [خ¦١٧٣] يحتَمِل ثناءه عليه بذلك، وذِكرُه به لملائكَتِه، وقيل: أثابه علَيه، وزكَّى ثوابه، وضاعَف جزاءه، وقيل: قَبِل عمله، والأوَّلان أصحُّ.
و «الشَّكورُ» من أسْمائِه تعالى وصِفَاتِه، قيل: معناه الَّذي يزكو عنده القَليل من أعمال عِبادِه، فيُضاعِف لهم ثوابه، وقيل: الرَّاضي بيَسيرِ الطَّاعة من العَبدِ، وقيل: معناه المُجازِي من عِبادِه من قَبْل شكرهم إيَّاه، فيكون الاسم على معنى الازدِوَاج والتَّجنِيس، وقيل: الشَّكور معطي الجزيل على العَمل القليلِ، وقيل: المثني على عِبَاده المُطيعِين، وقيل: الرَّاضي باليَسيرِ من الشُّكر المُثيب عليه الجزيل.
وقوله: «أفَلَا أكُونُ عَبداً شَكُوراً؟» [خ¦١١٣٠] أي: مثنياً على الله بنِعمَته عليَّ، ومُتلقِّياً لها بالازدياد من طاعته، والشُّكرُ والثَّناءُ على صنيعة يُؤتَاها المرء، والحمدُ: الثَّناءُ وإن لم تكن عارفة ولا موجب للمُكافَأة على ذلك، قال الأخفش: الشُّكر: الثَّناءُ باللِّسان للعارفة يُؤتَاها، وقال غيرُه: الشُّكر معرِفَة الإحسَانِ والتَّحدُّث به، وقيل: الشُّكر والحمدُ بمعنًى، لكنَّ الحمد أعمُّ، فكلُّ شاكِرٍ