وقوله:«نَذرْتُ في الجاهليَّةِ»[خ¦٢٠٣٢]، وذِكْر:«الجاهليَّة» هو ما كانت العربُ عليه قبلَ الإسلام من الشِّرك وعبادةِ الأوثان.
٤٠٣ - (ج هـ م) قوله: «فتَجهَّموا له» أي: استقبَلوه بما يكرَه، وقطَّبوا له وجوهَهم، ووجهٌ جَهْمٌ؛ أي: غليظٌ كريهٌ.
٤٠٤ - (ج هـ ش) وقولُه في حديثِ الوُضوء: «فجَهَشَ النَّاسُ نحوَه»[خ¦٣٥٧٦] بفتحِ الجيم والهاء وآخرُه شينٌ معجمةٌ؛ أي: استقبَلوه متهيِّئينَ للبكاءِ ومستعدِّين، وقيل: أتَوه فزِعين ولاذُوا به، وقال الطَّبريُّ: فزِعوا إليه ورمَوه بأبصارِهم مستغِيثين به، قالوا: يُقال: جَهَشْتُ وأجْهَشْتُ -لغتان- إذا تهيَّأ للبكاء، ولا معنَى هنا لذكرِ البكاء، وإنَّما يأتِي هنا على المعاني الأُخَر.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
في حديثِ أبرصَ وأعمَى:«لا أَجْهَدُكَ اليومَ شيئاً أَخَذْتَه» كذا ضبَطه أكثرُهم بالهاء مفتوحةً، وكذا رَوَيناه عن أكثرِ شيوخِنا في «صحيح مسلم»، وعندَ ابنِ ماهانَ:«لا أحمَدُك» بالميم، وكذا روايةُ جميع الرُّواة فيه عن البُخاريِّ [خ¦٣٤٦٤]، ومعنَى «أجهَدُك» بالهاء هنا؛ أي: لا أشُقُّ عليك في ردِّك في شيءٍ تطلبُه منَّي أو تأخُذه، ومعنَى «أحمَدُك» أي: على ترْكِ شيءٍ ممَّا تطلبُه منِّي أو بقائِه عندي، كما قال:
ليس على طُولِ الحياةِ نَدَمْ ........................
أي: فوتِ طولها، ولم تتَّضِح لبعضِهم هذه المعانِي فقال: لعلَّ صوابَ الكلمة: «لا أَحُدُّك» أي: لا أمنَعك شيئاً، وهذا تكلُّف.
قوله:«كلُّ أمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرينَ، وإنَّ مِن المُجاهَرةِ أن يعمَلَ الرَّجُل باللَّيلِ عمَلاً قد ستَره الله عليه، فيُصبحُ فيقول: قد عمِلتُ كذا» كذا لابنِ السَّكن في البخاريِّ، ولغيره:«وإنَّ من المَجَانَةِ»[خ¦٦٠٦٩] وهي روايةُ النَّسفيِّ، ورواه العُذريُّ والسِّجزيُّ في كتابِ مسلمٍ:«وإنَّ من الإجْهار» وللفارسيِّ: «من الإهْجار» ثمَّ قال: وقال زهيرٌ: «من الجِهار» كذا لابنِ ماهانَ، ولغيرِه:«من الهِجارِ» والجِهارُ