للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مُسلِّم، وقد ذكَرْناه، ومنه: «السُّلفةُ في الطَّعامِ»، وأصلُه من التَّقدُّم، سُمِّي بذلك؛ لتَقدُّم رأس المال فيه، ومنه: سَلَفُ الرَّجُلِ مُتقدِّم آبائه، يقال فيه: سَلَّفْتُ وأَسْلَفْتُ، والاسمُ: السَّلَف بفَتحِ اللَّامِ، وكذلك من القَرضِ، ومنه: «نهَى عن سلَفٍ جرَّ نفعاً»، أو «عن سلَفٍ وبَيعٍ».

وقوله: «أَسلَمتَ على ما سَلَفَ لك من خَيرٍ» [خ¦٢٢٢٠] أي: تقدَّم ومضَى، وأسلَفتَ قدَّمت، والسَّلفُ: كلُّ عمل صالح تقدَّم للعَبدِ، ومنه قوله في الدُّعاء للطِّفلِ: «اجعَلْه لنا فَرَطاً وسَلفاً» [خ¦٢٣/ ٦٥ - ٢١٠٨] أي: خَيراً مُتقدِّماً نجِدُه في الآخِرَة، والسَّلَف أيضاً من تقدَّمك من آبائك وقرابَتِك.

وقوله: «حتَّى تنفردَ سَالفَتي» [خ¦٢٧٣١] أي: تنقَطِع عنُقي وتنفَرِد عن رَأسِي،

والسَّالفةُ أعلى العُنقِ، وقيل: السَّالِفتان جانبا العُنقِ، وقيل: السَّالفُ حبلُ العُنقِ، وهو العِرقُ الَّذي بينه وبين الكَتفِ.

٢٠٨٤ - (س ل ق) قوله: «أنا برِيءٌ من السَّالِقَة والحالِقَة» [خ¦١٢٩٦]، و «ليس منَّا من سلَق أو حَلق» مخفَّف اللَّام؛ أي: رفَع صَوته عند المُصيبةِ، وحلَق شَعرَه عندها، وقال ابنُ جُريجٍ: هي خمش الوَجهِ وصكُّه، والسَّلْقُ: القشرُ، ومنه في حَديثٍ آخر: «لعن الله … السَّالِقَة» فيه المَعنَيان، ويقال في هذا كلِّه أيضاً: بالصَّادِ من أجل القافِ، ومن هذا قوله: ﴿سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ﴾ [الأحزاب: ١٩] أي: جهَروا فيكم بالسُّوء من القَولِ.

وقوله في حَديثِ العَجوزِ: «أُصولِ سِلْقٍ» [خ¦١٣٤٩] بكَسرِ السِّين هي بَقلَة مَعرُوفَة.

٢٠٨٥ - (س ل ي) قوله: «أيكُم يجيء بسَلَا جَزورِ بني فُلانٍ» بفتح السِّين وتخفيفِ اللَّام مَقصُوراً، هو الجِلدَة الَّتي يكون فيها الوَلَد، وهي في الماشِيَة كالمَشِيمَة لبني آدم، ومنه قولُ البُخاريِّ في تَفسيرِ الأقْراءِ: «ما قَرَأَت-يعني النَّاقةَ- سلاً قطُّ؛ أي: ما جمَعَت ولَداً» [خ¦٦٥/ ٢٤ - ٦٩٢٤].

فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ

وذكر عن أهلِ الكِتاب «يُفسِّرونها-يعني التوراة- بالعَربِيَّة لأهلِ الإسْلامِ» [خ¦٤٤٨٥] كذا لأكثَرِهم، وعند الجُرجانيِّ: «لأهلِ الشَّام أو أهل الإسْلامِ» على الشَّكِّ، ولا وجه لأهل الشَّام هنا.

وفي المَلاحمِ: «ويجتَمِعون لأهلِ الإسْلامِ، ويجمعُ لهم أَهلُ الإسْلامِ» كذا للسِّجزيِّ والسَّمرقَنديِّ، وعند ابنِ ماهانَ: «الشَّام» في الأول، و «الإسلام» في الآخر، وعند العُذريِّ فيهما: «أهل الشَّام» و «الإسلام» فيهما، وهو أشبَه.

وفي فَضلِ المَدينةِ: «فيقُول الدَّجالُ:

<<  <  ج: ص:  >  >>