وتقدَّم قولُه:«ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَجَسَّسُوا»[خ¦٥١٤٣]، والله تعالى أعلم.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
في خُطبةِ النَّبيِّ ﷺ في العِيد:«فأُتِيَ بكُرسيٍّ حسِبتُ قَوائِمَه حَديداً» كذا هو عند أكثرِ رواة مسلمٍ، بمعنَى: ظنَنت، قال ابنُ ماهانَ: وهذا الذي أعرِف، وروَى ابنُ الحذَّاء عنه:«بكُرسِيٍّ خشَبٍ» بخاءٍ وشينٍ معجمتَين، وصوابُه ما للجماعة، ورواه ابنُ أبي خَيثمةَ عن حُمَيد:«خِلْتُ» بكسرِ الخاءِ المعجمةِ، وآخِرُه تاءٌ باثنتَين فوقَها، بمعنَى: حسِبتُ وظنَنتُ، قال حُمَيد: وأُراه كان من عودٍ أسودَ فظنَّه حديداً، وهذه الرِّواية تَعضُد روايةَ الكافَّة، وقد صحَّف ابنُ قُتيبةَ هذه الرِّوايةَ فقال فيها:«خُلْبٍ» بضمِّ الخاء وآخِره باءٌ بواحدةٍ، وفسَّره باللِّيفِ، وليس بشيءٍ، كأنَّه ذهَب إلى أنَّ متَّكأَه من لِيفٍ نُسِج وضُفِر وقوائمُه حديدٌ.
في حديثِ خُبَيب:«أتَحسَبين أن أَقتلَه» كذا للقابسيِّ، من الظَّنِّ، ولغيرِه:«أَتخشَيْنَ»[خ¦٣٩٨٩] بالخاء والشِّين المعجمتَين، من الخَشيَة والخَوف، وهو الوجهُ.
في حديث هوازِنَ وحُنينٍ:«انطَلقَ أَخِفَّاءُ من النَّاسِ وحُسَّرٌ» كذا لهم عن مسلمٍ، جمعُ: حاسِر، وللهَوزنيِّ:«وحُشر» بضمِّ الحاء وشينٍ معجمة، كأنَّه مَن حُشِرٍ من النَّاس، أو اجتَمع من قِبَل نفسِه، والصَّوابُ الأوَّلُ كما قال البخاريُّ [خ¦٢٩٣٠]: «وحُسَّراً ليس بسلاحٍ».
في حديث حذيفةَ:«خرَجتُ أنا وأَبي حُسَيْلٌ» كذا ضبَطناه عن ابنِ أبي جَعفر، وهو الصَّوابُ، اسمُ اليمان أبي حذيفةَ، بضمِّ الحاء تصغيرُ: حِسْل، وكان عند أبي بحرٍ:«حُسَير» بالرَّاء، وعند الصَّدفيِّ:«حُسَّراً» بتشديدِ السِّين، جمعُ: حاسِر؛ أي: لا سلاحَ معنا، وكلُّه وهمٌ.
قوله:«إذا صلَّى الفجرَ جلَس في مُصلاَّه حتَّى تطلُعَ الشَّمسُ حَسَناً»[خ¦٦٧٠] أي: طُلوعاً بيِّناً، كذا لكافَّتِهم، وعند ابنِ أبي جَعفر:«حيناً» أي: زمَناً، كأنَّه يريد مدَّةَ جلوسِه، والأوَّلُ أظهَرُ.
وفي حديث صلاةِ العيد:«فقالت امرأةٌ … ثُمَّ قال: لا يَدري حَسَنٌ مَن هي» كذا جاء في البخاريِّ في كتاب التَّفسير [خ¦٩٧٩]، ووقَع عند مسلمٍ في الصَّلاة:«لا يُدرَى حينئذٍ مَن هي» قال شيوخُنا: وهو وهمٌ، والصَّواب ما عند البخاريِّ، و «حسَنٌ» هذا هو الحسَن بنُ مسلم راوي الحديث المذكور فيه قبلُ.