للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقوله في الحجِّ عن عائشَةَ : «ثمَّ تقف حتَّى يبيضَّ ما بينها وبين النَّاس من الأرْضِ» قال مالكٌ: معناه تظهَر لها الأرض، يريد يذَهبُ النَّاسُ من الموقفِ، وبضِدِّه السَّواد للمَكانِ المَعمُور، ومنه سَوادُ العِراقِ وسنَذكُره.

٢٢٨ - (ب ي ع) قوله: «فلا يمرُّ على صاحبِ بَيعةٍ ولا أحدٍ إلَّا سلَّم عليه» كذا لعامَّة الرُّواةِ بفتح الباء، وقَيَّده الجَيَّانيُّ وابنُ عتَّابٍ بكَسرِها، قال الجَيَّانيُّ: هي حالة من البَيعِ كالقِعْدة والجِلْسة، وبعدَه: «وأنت فلا تَقِف على البُيَّع» بضمِّ الباء وتَشديدِ الياء جمعُ بائعٍ.

وفي حَديثِ فَرسِ عمرَ : «فابتاعَه أو فأضاعَه الَّذي كان عندَه» [خ¦٣٠٠٣] كذا في الجِهادِ، وابتاع هنا بمعنى باع أو أراد ذلك، كما قال في الحَديثِ الآخَرِ: «فأرادَ أنْ يبتاعَه» [خ¦٢٩٧١].

قوله: «كلُّ النَّاسِ يَغدُو فبائعٌ نفسَه فمُعتقُها أو مُوبِقُها» قيل: يحتَمِل أن «بائعَ» هنا بمعنَى مُشترِي؛ أي: منِ اشتَراها مِن الله أعتَقَها، ومَن باعَها أوبَقَها، ويحتَمِل أن المعنى للبيع وحْدَه؛ أي: مَن باعَها مِن الله أعتَقَها ومَن باعَها مِن غَيرِه أوبَقَها.

قوله: «لا يبيعُ بعضُكم على بَيعِ بَعضٍ» [خ¦٢١٥٠] كذا هو في كثيرٍ من الأحَاديثِ على صُورةِ الخبَرِ، وفي بَعضِها «يَبِعْ» على النَّهيِّ، وكِلاهُما بمعنَى الخبَرِ هنا، ومعنَى قوله: «لا يبعْ بعضُكم على بَيعِ بعضٍ»

أي: «لا يَسُم» كما جاء في الحَديثِ الآخَرِ، وذلك إذا ترَاكَنا عند أهلِ العِلْم، والبيعُ يقَع على البيعِ والشِّراء، والمُرادُ بـ: «يبيع» عند أكثرهم: يَشتَرِي؛ أي: يَسُمْ ليشتريَ، فسمِّي السَّومُ اشتراءً وبيعاً، وقد قيل: باع إذا اشتَرى، ويحتَمِل أيضاً أن يكون ذلك في البائعِ، يرى الرَّجل قد راكَن غيره في شراء سِلْعة بثَمَن فيقول له: عندي غيرها بدون ذلك الثَّمن أبيعها منك، ومعنَى النَّهي والخبرِ واحدٌ.

وقوله: «البَيِّعَان بالخيار ما لم يَتَفَرَّقا» [خ¦٢٠٧٩] سمى البائعُ والمُشتَرِي بيِّعاً وبائعاً.

وقول حُذيفَةَ : «أتى عليَّ زمان وما أبالي أيَّكُم بايعتُ، فأمَّا الآن فما كنتُ أبايعُ إلَّا فلاناً وفلاناً» [خ¦٦٤٩٧] قال أبو عُبيدٍ: هي من المُبايَعةِ في الشِّراء لقِلَّة الأمانة.

وقال: وقوله في الأرْضِ: «لا تبيعُوها» معناه: لا تُؤاجِرُوها، مثل نَهيِه عن كِراءِ المَزارعِ، وبيَّنَه قولُه: «نهَى عن بيعِ الأرضِ لتُحْرَثَ» يعني كرائها.

وقوله: «فُوْا بِبَيعةِ الأوَّل» [خ¦٣٤٥٥] من مُبايَعة الأُمراءِ بفَتحِ الباء، وأصلُه من البَيعِ؛ لأنَّهم إذا بايَعُوه وعقدوا عهده وحَلفُوا له جعلوا أيدِيَهم في يده تَوكِيداً كالبائعِ والمُشتَرِي.

<<  <  ج: ص:  >  >>