عن كذا إذا نحَّيتَه عنه واستَبْدَدْتَ به دونَه، ومنه قولُ الأنصارِ، وذكَره، وقال الهرويُّ فيه: حضنت وروى الحديث: «يَحضُنونا» بفتحِ الياء، وقد تتوجَّه هنا روايةُ ابنِ السَّكن:«يَحْتَصُّونا» أي: يستَأصِلوا أمرَنا ويَقطَعوا سبَبَنا من هذا الأمرِ، حصَّ رحِمَه: قطَعه، وحصَّت البيضةُ رأسَه: حلَقَت شَعَره، وحصَّتْهم السَّنةُ: استَأصَلتهم.
وقوله في المولُود:«إلَّا لكزَ الشَّيطانُ في حِضْنَيه» بكسرِ الحاء؛ أي: جَنْبَيه، وقيل: الحِضنُ الخاصِرةُ، ورواه ابنُ ماهانَ:«خُصْيَيه» بالخاءِ المعجمةِ والصَّاد المهملةِ؛ يعني العورةَ، وليس بشَيءٍ، والصَّوابُ الأوَّلُ، وقد جاء في البخاريِّ في (باب بدءِ الخَلق): «في جَنْبَيه»[خ¦٣٢٨٦] مُفسَّراً، وفي الحديث نفسِه ما يدفَعُه؛ قوله:«إلَّا مريمَ وابنَها» ومريمُ أنثَى.
وقوله:«من حَفِظَها وحافظَ عليها حفِظَ دينَه» يعني الصَّلوات، قيل:«حفِظَها» رعاها وقامَ بحُدودِها، و «حافَظ عليها» أي: في أوقاتِها، كما قال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ [المؤمنون: ١ - ٢]، ثمَّ قال: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ [المؤمنون: ٩] فالخشوعُ أوَّلاً بمعنَى الحِفظ في الحديث، والمحافظةُ بمعنى فيهما، وقيل: هما بمعنًى وكَرَّر للتَّأكيد، وقيل:«حافَظ عليها» أدامَ الحِفظَ لها، وحكَى الدَّاوديُّ أنَّه رُوِي:«أو حافظَ عليها» على الشَّكِّ، وهذا لم يقَع في روايةِ أحدٍ من شيوخِنا في «الموطآت»، ومعنَى «حفِظ دينَه» أي: مُعظَمه، ويحتَمِل ظنّاً به حِفظَ سائرِ دينِه.
٥٢٩ - (ح ف ل) قوله: «وتبقَى حُفالَةٌ كحُفالَةِ»[خ¦٤١٥٦] بضمِّ الحاء، قيل: هي بقيَّتُه الرَّديئَة ونُفايتُه، وفي حديث آخَرَ:«حُثالَةٍ»[خ¦٤٨٠] وقد ذكَرناه، وهما بمعنًى، قال الأصمعيُّ: الحُفالةُ الرَّديءُ من كلِّ شيءٍ، وقال أبو زيدٍ: هي أكمامُه وقُشورُه التي تبقَى بعدَ رفعِه.