للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن كذا إذا نحَّيتَه عنه واستَبْدَدْتَ به دونَه، ومنه قولُ الأنصارِ، وذكَره، وقال الهرويُّ فيه: حضنت وروى الحديث: «يَحضُنونا» بفتحِ الياء، وقد تتوجَّه هنا روايةُ ابنِ السَّكن: «يَحْتَصُّونا» أي: يستَأصِلوا أمرَنا ويَقطَعوا سبَبَنا من هذا الأمرِ، حصَّ رحِمَه: قطَعه، وحصَّت البيضةُ رأسَه: حلَقَت شَعَره، وحصَّتْهم السَّنةُ: استَأصَلتهم.

وقوله في المولُود: «إلَّا لكزَ الشَّيطانُ في حِضْنَيه» بكسرِ الحاء؛ أي: جَنْبَيه، وقيل: الحِضنُ الخاصِرةُ، ورواه ابنُ ماهانَ: «خُصْيَيه» بالخاءِ المعجمةِ والصَّاد المهملةِ؛ يعني العورةَ، وليس بشَيءٍ، والصَّوابُ الأوَّلُ، وقد جاء في البخاريِّ في (باب بدءِ الخَلق): «في جَنْبَيه» [خ¦٣٢٨٦] مُفسَّراً، وفي الحديث نفسِه ما يدفَعُه؛ قوله: «إلَّا مريمَ وابنَها» ومريمُ أنثَى.

[الحاء مع الفاء]

٥٢٧ - (ح ف ز) قوله: «وقد حَفَزَه النَّفَسُ» أي: استَوفَزه وكدَّه، والاحتِفِازُ: الاستِيفازُ والاستِعجالُ، ومنه قولُه في الحديثِ الآخَر: «أُتِيَ بتَمْرٍ فجعلَ يأكلُه وهو مُحتَفِزٌ» أي: مستَعجِلٌ مستَوفِزٌ غيرُ متَمكِّن في جلوسِه، كأنَّه يثُور للقِيام.

٥٢٨ - (ح ف ظ) وقوله: «فأَحفَظَ الأنصاريُّ» [خ¦٢٧٠٨] بظاءٍ معجمةٍ؛ أي: غاظَه وأغضَبه، وهي الحفيظةُ والحِفْظةُ.

وقوله: «من حَفِظَها وحافظَ عليها حفِظَ دينَه» يعني الصَّلوات، قيل: «حفِظَها» رعاها وقامَ بحُدودِها، و «حافَظ عليها» أي: في أوقاتِها، كما قال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ [المؤمنون: ١ - ٢]، ثمَّ قال: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ [المؤمنون: ٩] فالخشوعُ أوَّلاً بمعنَى الحِفظ في الحديث، والمحافظةُ بمعنى فيهما، وقيل: هما بمعنًى وكَرَّر للتَّأكيد، وقيل: «حافَظ عليها» أدامَ الحِفظَ لها، وحكَى الدَّاوديُّ أنَّه رُوِي: «أو حافظَ عليها» على الشَّكِّ، وهذا لم يقَع في روايةِ أحدٍ من شيوخِنا في «الموطآت»، ومعنَى «حفِظ دينَه» أي: مُعظَمه، ويحتَمِل ظنّاً به حِفظَ سائرِ دينِه.

٥٢٩ - (ح ف ل) قوله: «وتبقَى حُفالَةٌ كحُفالَةِ» [خ¦٤١٥٦] بضمِّ الحاء، قيل: هي بقيَّتُه الرَّديئَة ونُفايتُه، وفي حديث آخَرَ: «حُثالَةٍ» [خ¦٤٨٠] وقد ذكَرناه، وهما بمعنًى، قال الأصمعيُّ: الحُفالةُ الرَّديءُ من كلِّ شيءٍ، وقال أبو زيدٍ: هي أكمامُه وقُشورُه التي تبقَى بعدَ رفعِه.

<<  <  ج: ص:  >  >>