قيل: معناهُ تأخَّرَ وقتُه، وفاتَ من أرادَه، وهو من السَّبقِ؛ أي: سبقَ الغُزاةُ فلم يلحقْهم غيرُهم، و «فرَّطَ في كذا»، و «التَّفريطُ»، و «غيرَ مفرِّطٍ»[خ¦١٥٣٠]؛ كلُّه من التَّقصيرِ وتركِ الشَّيءِ وعدم الاهتبالِ به، ويقال: أفرطتُ الشَّيءَ: نسيتُه وتركتُه، وأفرطَ والإفراطُ أيضاً؛ هو التَّزيُّد في الشَّيءِ وإخراجُه عن حدِّه من قولٍ أو فعلٍ.
١٨٢٥ - (ف ر ك) قوله: «لا يَفرَك مُؤمنٌ مؤمنةً» بفتحِ الياءِ والرَّاءِ وقد تُضَمُّ الرَّاءُ، أصلُه في النِّساءِ، يقال: فَرِكَتِ المرأةُ زوجُها تفركه؛ بكسرِ الرَّاءِ في الماضي وفتحِها وضمِّها في المستقبلِ، فَرْكاً وفِرْكاً وفُرُوكاً؛ إذا أبغضتَه، واستعمالُه في الرِّجالِ قليلٌ، وفي روايةِ العُذريِّ:«لا يَفرُك مُؤمِنٌ من مُؤمِنةٍ» و «من» هنا زائدةٌ وهماً، وأُراها تكرَّرَت؛ الميمُ والنُّونُ من مؤمنٍ، وقد حُكي الفَركُ عامّاً في الرِّجالِ والنِّساءِ، قال يعقوبُ: الفَركُ: البُغضُ، ومنه قولُ بعضِهم: إنَّها حسناءُ فلا تُفرَك.
١٨٢٦ - (ف ر ص) قوله: «فِرصَةٌ مُمَسَّكَة»[خ¦٣١٥] بكسرِ الفاءِ، هي القِطعةُ من القطنِ أو الصُّوفُ، وفَرَصتُ الشَّيءَ قَطعتَه بالمِقراضِ، وهي حديدةٌ يُقطَع بها، ويكونُ معنَى مُمَسَّكة؛ أي: مُطيَّبة بالمسكِ، وقيل: ذاتُ مِساكٍ؛ أي: بجلدِها، وقد تقدَّمَ.
وقوله في الحديث الآخر:«فِرصةٌ من مَسك»[خ¦٣١٤] بفتحِ الميمِ؛ أي: من جلدٍ فيه شَعرُه، ومن رواهُ بكسرِ الميم أرادَ مِسكَ الطِّيبِ، وقد ذكرناه في الميم، وجاءَ في كتابِ عبدِ الرَّزاقِ مُفسَّراً:«يَعنِي بالفِرصَة السُّكَّ، وقال بعضهم: الذَّرِيرة» كذا جاءَ في حديثِه بهذَينِ التَّفسيرَينِ، وذكرَ بقيَّة الحديثِ وذكرَه ابنُ قتيبةَ:«قَرْضَة» بقافٍ مفتوحةٍ وضادٍ معجمةٍ؛ يريدُ قِطعةً أيضاً، وقد تصحَّفَ قديماً هذا الحرفُ، كأنَّه يعنِي بالفِرصَةِ القِطعةَ من ذلك، ومُمَسَّكة على هذا؛ أي: مُطيَّبة بالمسكِ، وقال الدَّاوديُّ:«بفِرصَةٍ مُمَسَّكةٍ» أي: فِرصَةٍ فيها مَسكٌ.
١٨٢٧ - (ف رض) قوله: «بين فُرضَتَي الجَبَل»[خ¦٤٩٢]، و «بينَ الفُرضَتَين» بضمِّ الفاءِ، و «فُرضَة من فُرَضِ الخَندَقِ»[خ¦٦٢٧]؛ فُرضَةُ النَّهرِ من حيثُ يُورَد للشُّربِ منه، وفُرضَةُ البَحرِ حيثُ تنزلُه السُّفنُ وتُركَب منه، وفُرضَةُ الشَّيءِ المتَّسِعُ منه، وقال الدَّاوديُّ: الفُرضَتَان من الجَبلِ الثَّنيتانِ المُرتفعتانِ كالشُّرافتَينِ إلَّا أنَّهما كبيرانِ، ولم يَقُل شيئاً.
و «فَرِيضَةُ الله على العِبَادِ»[خ¦١٥١٣] يريدُ الحجَّ، و «فَرَائِضُ الله» ما ألزمَ عبادَه وأوجبَه عليهم؛ مأخوذٌ من فرضِ القوسِ، وهو الحزُّ والقطعُ الذي في طرفِه للوترِ، ليَثبُت فيه ويلزمَه ولا يحيدَ عنه.