ولوَّح به ليُجتَمع إليه، وقيل: هو رجلٌ من خثعمَ معلومٌ، وقيلَ له ذلك؛ لأنَّه سُلِب ثيابَه، فجاءَ قومَه عُرياناً، وقيل: بل قالَته امرأةٌ جاءَت منذرةً قومَها وقد تعرَّتْ.
وقوله:«لا ينظرُ إلى عُرْيَةِ أخيه» أي: إلى متجرَّدِه، كنايةٌ عن الفرْجِ.
وقوله:«نساءٌ كاسِياتٌ عارياتٌ» مرَّ في حرفِ الكافِ معناهُ.
فصلُ الاخْتِلافِ والوَهمِ
قوله:«التَّعرُّب في الفِتنَة»[خ¦٩٢/ ١٤ - ١٠٥٢١]، و «ارتدَدْتَ على عَقِبَيك؟ تعرَّبْتَ؟»[خ¦٧٠٨٧] كذا لجميعِ الرُّواة بالراءِ؛ أي: تبدَّيتَ وقد فسَّرناه، ووجدتُه بخطِّي في البخاريِّ:«تعزَّبْتَ» والتَّعزُّبُ بالزَّايِ فيهما، وأخشَى أن يكونَ وهماً، وإن صحَّ فمعناه: بَعُدْتَ واعتزلْتَ.
وقوله:«ليس لِعِرْقٍ ظالمٍ حَقٌّ»[خ¦٤١/ ١٥ - ٣٦٥٠] ويروى بتنوينِ القافِ، وظالمٌ نعتٌ له، وبتركِ التَّنوينِ والإضافةِ، العِرْقُ بالكسرِ أصلُه في الغَرْسِ، يغرسُه غيرُ ربِّ الأرضِ ليستوجبَ به الأرضَ، وكذلك ما شابَهه من البناءِ، وشقِّ الأنهارِ، وحفرِ الآبارِ، واستخراجِ المعادنِ، سمِّيت عروقاً لشبَهِها في الإحياءِ بعِرقِ الغرسِ، قال هشامُ بن عروةَ: العِرْق الظَّالمُ: الذي يَغرِسُ في أرضِ غيرِه، وقال سفيانُ: العِرْقُ الظَّالمُ المُنتزِي، لعلَّه يريدُ من غاصبٍ، ومن نوَّنَ عِرْقاً وجعلَ ظالماً من صفتِه، فراجعٌ إلى رئيه؛ أو ذو ظلمٍ، كما قال:«مالٌ رابحٌ»[خ¦١٤٦١].
وفي الأطعمة في حديثِ المرأةِ:«فَصَارَت … عَرْقَه» * [خ¦٩٣٨] كذا رواه القابسيُّ والنَّسفيُّ وعبدوسٌ بالعينِ المفتوحةِ المهملةِ والقافِ، وعندَ أبي ذرٍّ:«عُرْقَه» مضمومَ العينِ وكلُّهم سكَّنوا الرَّاءَ.
وعندَ الأَصيليِّ وغيرِه:«غَرْفَه» وضبطَه بعضُهم: «غُرْفَه» بالمعجمةِ والفاءِ؛ وهي المرَقةُ التي تُغرَف، قال بعضُهم: والأوَّلُ الصَّوابُ، قال ابنُ دريدٍ: الغُرْفَة والغُرَافُ: ما اغترفتَه بيدِك، قال القاضي ﵀: ويظهرُ لي أنَّ روايةَ الآخرِ بالعينِ المهملةِ، والقافِ أشبَه؛ لأنَّه أضافَ ذلك لأصولِ السِّلقِ فكان شَبَهُهَا في ذلك الطَّبيخِ ببضعِ اللَّحم أو بالعِرْقِ؛ وهو العظمُ الذي يُتعرَّق ما عليه من اللَّحم، وهو العُرَاقُ أيضاً وهي أيضاً؛ القطعةُ من اللَّحمِ، وقد فسَّرناه قبلُ، و الله أعلمُ.
وفي نكاحِ المحرِمِ:«فقال أبان: ألا أُراك عِرَاقيّاً جافياً» كذا للسَّمرقنديِّ والعذريِّ