النَّاسِ» أي: الجماعةَ منهم والقَبيلةَ، يقال في العُضوِ: فَخِذٌ وفَخْذٌ وفِخْذٌ، وكذلك في نفرِ القوم: فَخِذَه وفَخْذَه، وحُكِي عن ابنِ فارسٍ: أنَّه بالكسرِ في العُضوِ، وبالسُّكونِ في النَّفَرِ، وحكَى صاحبُ «الجمهرةِ» السُّكونَ والكسرَ في العُضوِ، قال: والفَخْذ بالسُّكونُ ما دونَ القبيلةَ، وفوقَ البَطنِ.
١٨١٣ - (ف خ ر) قوله: «أنا سَيِّدُ وَلْد آدمَ ولا فَخْرَ» أي: في الدُّنيا عندِي، ولا أتعاظَمُ بذلك ولا أتكبَّر، وإلَّا فله بذلكَ الفخرَ الأكبرَ في الدُّنيا والآخرةِ.
فصلُ الاخْتِلافِ والوَهمِ
في بابِ: ﴿لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [النِّساء: ٩٥]، «حتَّى خِفتُ أن تُرَضَّ فَخِذِي»[خ¦٢٨٣٢] كذا لهم، وعندَ الأصيليِّ:«فَخِذَيَّ» على التَّثنيةِ، وهو وهمٌ، والأوَّل الصَّوابُ، وفي أوَّلِ الحديثِ:«وفَخِذُه عَلى فَخِذِي»، ثمَّ قال:«فثقُلت عليَّ حتَّى خِفتُ أن تُرَضَّ فَخِذِي».
الفاءُ معَ الدَّالِ
١٨١٤ - (ف د د) قوله: «الجفاءُ والقَسوةُ في الفَدَّادِينَ أصحابِ الإبلِ» * [خ¦٣٣٠٢] الرِّوايةُ في هذا الحرفِ بتشديدِ الدَّالِ الأولَى عندَ أهل ِالحديثِ وجمهورِ أهلِ اللُّغةِ والمعرفةِ، وكذا قاله الأصمعيُّ مشدَّداً، قال: وهم الذين تَعلُوا أصواتُهم في حروثِهم وأموالِهم ومواشِيهم، يقال منه: فدَّ الرَّجلُ يَفِدُّ -بكسرِ الفاءِ- فَدِيدَاً؛ إذا اشتدَّ صوتُه.
وقال أبو عبيدٍ: هم المكثرونَ من الإبلِ، وهم جفاةٌ أهلُ خُيلاءٍ، وقال المبرِّدُ: هم الرُّعيانُ والجمَّالُونَ والبقَّارُونَ، وقال مالكٌ:«الفدَّادُونَ أهلُ الجفاءِ» وقيل: الأعرابُ، وقال أبو عَمرو بنِ العلاءِ: هم الفدَادُون -مخفَّفةً- جمعُ فدَّانٍ مشدَّداً؛ وهي البقرةُ التي يُحرَث بها، وأهلُها أهلُ جفاءٍ لبُعدِهم عن الأمصارِ، قال أبو بكرٍ: أرادَ أصحابَ الفدَادِين فحذفَ المُضافَ.
قال القاضي ﵀: لا يُحتَاج في هذا إلى حذفٍ على هذا التَّأويلِ، وإنَّما يكونُ على هذا الفَدَّادُون بالشدِّ؛ صَاحِب الفَدَادِين بالتَّخفيفِ، كما يُقال: بغَّال: لصاحبِ البِغالِ، وجمَّال: لصاحبِ الجِمالِ.
١٨١٥ - (ف د ر) قوله في حديثِ الحوتِ: «فنَقطعُ منه الفِدَرَ كالثَّورِ، أو كفِدَر الثَّورِ» بكسرِ الفاءِ وفتحِ الدَّالِ؛ هي القِطَعُ منه، واحدُها: فِدْرَة، وفي روايةِ الهَوزنيِّ:«أو كقَدْرِ الثَّورِ» بالقافِ وسكونِ الدَّالِ في الآخرِ،