(ثنِيَّة الوَداعِ) مَوضِع بالمَدينةِ على طريقِ مكَّة، سُمِّي بذلك؛ لأنَّ الخارجَ منها يُودِّعُه فيه مُشيِّعُه، وقيل: بل لوَداعِ النَّبيِّ ﷺ فيه بعضَ المُسلمِين المُقيمِين بالمَدينةِ في بَعضِ خَرَجَاته، وقيل: ودَّع فيها بعضَ أُمرَاء سَراياه، وقيل: الوَداع وادٍ بمكَّة، كذا قالَه المُظفِّر في كتابه، وحكَى أنَّ إماء أهل مكَّة قُلنَه في رَجَزهنَّ عند لقاء النَّبيِّ ﷺ يوم الفَتحِ، خلاف ما قاله غيرُه مِن أنَّ نساءَ المَدينةِ قُلنَه عند دُخُوله المَدينةَ، والأوَّلُ أصحُّ لذِكْر نساء الأنصار ذلك مقدمَ النَّبيِّ ﷺ المَدينة، فدلَّ أنَّه اسمٌ قديمٌ لها، وبينها وبين الحَفياءِ سِتة أميال، أو سبعة عند ابنِ عُقبَةَ، وخمسة أو ستة عند سُفيانَ.
(ثنِيَّة المرار) بضمِّ الميم وكَسرِها، ذكَرها مُسلِمٌ على الشَّكِّ في حَديثِ الحارِثيِّ، وفي حَديثِ ابنِ مُعاذٍ بالضَّمِّ لا غير، كذا قيَّدناها عن كافَّة شيُوخِنا، وبعضُهم فتحَ الميمُ، أُراها بجِهَة أُحد.
(ثَور) بفَتحِ أوَّله، جبَل معرُوف بمكَّة، وفي الحَديثِ في حَرمِ المَدينةِ:«ما بين عَير إلى ثور» كذا هو في حديثِ عليٍّ ﵁ من رواية محمَّد بنِ كَثيرٍ في البُخاريِّ [خ¦٣١٧٩]، وكذا عند ابنِ السَّكنِ في حَديثِ وكيعٍ أيضاً [خ¦٣١٧٢]، وعند الجُرجانيِّ أيضاً كذلك، وضرَب عليه المَروَزيُّ، وثبَت عند مُسلمٍ من رِوايَة الأعمَشِ، وعند النَّسفيِّ في حَديثِ عليٍّ ﵁ المَذكُور وأبي نُعيمٍ:«إلى كذا» مكان «ثور».
وفي حَديثِ أنسٍ ﵁:«من كذا إلى كذا»[خ¦١٨٦٧] لم يسمِّ عَيراً ولا ثوراً، ولسائر الرُّواة: تركوا مَوضِع ثور بياضاً أو ظهَر لهم الوَهم فيه، إذ لا يُعرَف من المدينة جبل اسمه ثور، قال مُصعَب: ليس بالمَدينةِ عَير ولا ثور وسنَذكُر عيراً في مَوضِعه.
فصل مُشكِل الأسْماءِ والكُنى والأنْسابِ
فيه (الحَكَم بن ثَوْبان)، و (مُحمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ ثَوْبانَ) بفَتحِ الثَّاء أوَّلاً وسُكون الواو وبعدَها باء بواحِدَة.
و (ثُمامةُ بنُ أُثَالٍ)، و (ثُمامة بن المُفَضَّل)، و (ثُمَامَة بن عبدِ الله بنِ أنسٍ)، و (ثُمامَة بن