للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بضمِّ الرَّاء وكَسرِ الهَمزةِ على ما لم يُسمَّ فاعلُه مَقلُوب من أُرِيت فأُخِّرَت الهَمزةُ؛ أي: أُظهِر إليه، وهو راجِعٌ إلى معنَى ظَنَنتُ، وهذه الألفَاظُ يتَكرَّر مثلُها في الحديثِ، فمتَى جاء بمعنَى نظَرِ العَينِ كان أَرَى ورَأَيْت بالفَتحِ، ومتى كان بمعنَى الظَّنِّ والحسْبانِ كان أُرَى وأُرِيتُ بالضَّمِّ، إلَّا أن يأتيَ على ما لم يُسمَّ فاعِلُه، فيأتي لهما جميعاً.

وقوله: «إنَّ أهلَ الجنَّة ليَتَراءَون أهل عِليِّين» [خ¦٦٥٥٥] أي: ينظُرُون إليهم ويتَعاطَوْن رُؤْيَتهم. ومنه قوله: «ترَاءَيْنا الهِلَال» أي: تَعاطَينا رُؤيَته وتَكلَّفْناها.

قوله: «أَرِنِي إِزَارِي» [خ¦١٥٨٢] في (بابِ فَضلِ مكَّةَ)، قيل: معناه أعْطِنيه.

وتَقدَّم في الهَمزةِ [الاختلاف والوهم] قَولُه: «أَرِنْ أوِ اعْجَلْ» في الذَّبائحِ والخلافَ فيه وتفسيرَه.

وقوله في الرَّمَل في الحجِّ: «إنَّما كنَّا رَاءَينَا به المُشرِكِين» [خ¦١٦٠٥] فاعَلْنا من الرُؤيَة؛ أي: أرَيْناهم بذلك أنَّا أشِدَّاءُ.

قوله: «ألم تَرَي إلى قَومِكِ» معناه: ألم يَنتهِ علمُكِ ولم تَعرِفي.

وذكر «الرُّؤْيَا» [خ¦٣] من النَّوم مَقصُورة مَضمُومة، وتُكتَب بالألف لأجْلِ اليَاء قبلَها، ومن البَصرِ: «رُؤيَةٌ» [خ¦٤٥٨١] بالتَّاء، ورُؤيا بالضَّمِّ فيهما، ورَأياً بفَتحِ الرَّاء مُنوَّنٌ، ومن الرَّأيِ رأياً مثلُه، والفِعلُ من جَميعِها رَأَى، إلَّا أنَّ في رُؤيَة البَصرِ لُغتَين: رأى وراءٍ، من المَقلُوبِ.

وقوله: «أرى رُؤْياكُم قد توَاطَأَت» [خ¦١١٥٨] كذا جاء على الإفرَادِ، والمُرادُ به رُؤَاكُم؛ لأنَّها لم تكن رؤياً واحِدَة، ولكنَّه أراد الجِنسَ.

وقوله: «إذا أمَرتُكُم بشَيءٍ من رَأيِي فإنَّما أنا بَشَرٌ» يرِيدُ في أمرِ الدُّنيا؛ لأنَّ الحديثَ في إبَارِ النَّخلِ.

وقوله: «أرُونِي عَبِيراً» أي: ائتُونِي به.

وقوله: «إنِّي لأرَاكُم مِن وَراءِ ظَهرِي» [خ¦٤١٨] فيه تَأوِيلَان: إنَّه من رُؤيَة العَينِ، وقيل: من رُؤيَة القَلبِ. وقوله: «أَراني اللَّيلة عند الكَعبَةِ» [خ¦٥٩٠٢] بفَتحِ الهَمزةِ من رُؤيَة العَينِ، وقولُه: «أرَأيتَكُم لَيلَتَكُم هذِهِ» [خ¦١١٦].

فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ

قوله في المُتعَةِ: «ارْتَأى كلُّ امرِئٍ ما شاء أن يَرتَئِي» افْتَعل يفتَعِل من الرَّأي، مثل اعتَدَى يعتَدِي، وعند العذريِّ في الثَّاني

<<  <  ج: ص:  >  >>