أي: يُفزِعنا ويعظُم أمرُه، ويشتدُّ علينا، وهو ممَّا تقدَّم.
الفاءُ مع الكاف
١٨٤١ - (ف ك ك) قوله: «هذا فَكاكُكَ من النَّار» بفتحِ الفاءِ؛ أي خلاصُك منها ومعافاتُك، ومنه: فَكاكُ الرَّقبة؛ تخليصُها من الرِّق، وفَكاكُ الرَّهنِ: تخليصُه من عُهدَة الارتهانِ وإطلاقُه لربِّه، و «فُكُّوا العاني»[خ¦٣٠٤٦] أي: افدُوا الأسيرَ وخلِّصوه من الأسرِ.
الفاءُ مع اللَّام
١٨٤٢ - (ف ل ت) قوله: «كانت بيعةُ أبي بكرٍ فَلْتةً»[خ¦٦٨٣٠] بسكونِ اللَّام وفتحِ الفاءِ، ووجدتُه بخطِّ الجَيَّانيِّ فيما قيَّدَه عن ابنِ سراجٍ:«فلتة» بالضَّمِّ وبالفتحِ معاً، والفَلْتَة: كلُّ شيءٍ عُمِل على غيرِ رويِّةٍ وبودرَ به انتشارُ خبرِه، هذا تأويلُ أبي عبيدٍ وغيرِه هنا، وقد أنكرَه بعضُهم وقال: هذا لا يصحُّ، وهل كان تقديمُه إلَّا بعدَ مشاورةٍ من المهاجرينَ والأنصار.
وإنَّما معناه ما رُوِيَ عن سالم بنِ عبدِ الله ابنِ عمرَ وقد سُئِل عن تفسيرِ قول عمرَ هذا فقال: كان أهلُ الجاهليَّة يتحاجزونَ في الأشهرِ الحُرُم، فإذا كانت اللَّيلة التي يُشَكُّ فيها -يعني آخرَ ليلةٍ من الشَّهر الحرام، وهي ليلةُ ثلاثين، وهي تسمَّى عندَهم: الفَلتَة- أدغَلوا فيها وأغارُوا، يريدُ: ويحتجَّون بأنَّها من الشَّهر الحلال الذي بعدَه، وأنَّ الشَّهر الحرامَ كان ناقِصاً.
قال سالم: وكذلك كان يوم مات رسُول الله ﷺ أدغَل النَّاس، من بين مدَّعِ إمارةٍ أو جاحدِ زكاةٍ، فلولا اعتراضُ أبي بكرٍ دونَها كانت الفَضِيحة، وإلى هذا المعنى ذهبَ الخطابيُّ في تفسيرِها؛ إذ كان موتُه بعدَ الأمنِ في حياتِه ﷺ شِبه الفَلْتة آخرَ شهورِ الحرم.
وفي الحديثِ الآخرِ:«إنَّ أمِّي افتُلِتَت نفسها»[خ¦١٣٨٨] أي: ماتت فجاءَةً، وقيل: اختُلِسَت نفسُها، وهو من نحوِ ما تقدَّم، و «نفسَها» نصبٌ على مفعولٍ ثانٍ وهو أكثرُ الرِّواياتِ، ورواه بعضُهم:«نفسُها» بالضَّمِّ على ما لم يُسَمَّ فاعلُه، وكذا قيَّده الخطابيُّ، قال: أُخذِت نفسُها فجأةً، وبالوجهَين قيَّدَه أبو عليٍّ الجَيَّانيُّ وغيرُه من شيوخِنا.
وذكرَه ابنُ قتيبةَ:«اقتتلت» بقافٍ بعدَها تاءانِ باثنتَينِ فوقَها، وقال: هي كلمةٌ تقال لمن ماتَ فجاءةً، ولمن قتلتَه الجنُّ من العشقِ،