أي: بثَلاثةٍ كما قالها للآخَرِ، وكما جاء في غَيرِ هذا الحَديثِ ويكون تَكراراً.
في حَديثِ أبي الطَّاهرِ:«إِذَا مَرَّ بِالنُّطْفَةِ ثلاث وأَرْبَعُونَ لَيلَةً» كذا للعُذريِّ، ولكافَّتِهم:«ثِنْتَان وأربعون».
في الحَديثِ:«إذاً يثْلَغوا رَأسِي» كذا الرِّواية لغَيرِ العُذريِّ عند شيُوخِنا بالثَّاء المُثلَّثة ساكنة ولامٍ مَفتُوحة وغين مُعجمَة، وللعُذريِّ:«يقْلَعوا» بالقاف والعين المُهملة، وقد تقدَّم تَفسِير «يثْلَغوا» وأنَّه بمعنَى: يشدَخُوا.
ووجَدْت هذا الحرفَ في بَعضِ الرِّواياتِ:«يفْلَغُوا» بالفاء والغين المُعجمَة، وهو بمعنى:«يثْلَغوا» سواء، وفي «الجمهرة»: فَلَغْتُ رأسَه وثَلَغْتُه سواء إذا شدَختَه.
ووقَع في غَيرِ مُسلِم بالفاء لكن بعَينٍ مُهملة، ومعناه يشقُّوا، وكذا ذكَره الخَطَّابيُّ ورواه، وقال لنا شيخُنا أبو الحُسينِ: إنَّه بالمعجمة، قال: ويُقال بالمُهملَة، يريد مع الفاء، فصحَّح الرِّوايتَين، وبالمُهملَة ذكَرها الخليلُ، قال: ومنه تفَلَّعتِ البِطِّيخة، وفي «الجمهرة» مِثلُه، وفسَّره: يشقُّوا بنصفَين، قال: فلَع رأسه بالسَّيف إذا ضرَبه به فشقَّه بنصفَين، وأُرى رِوايَة «يقلعوا» بالقاف وهماً -والله أعلم- وإن كان يُتخرَّج لها وَجْه ويكون قَلْعه إزالته عن جَسدِه، لكنه قلَّما يُستَعمَل القَلعُ في مِثلِه.
قوله:«خلَق ابنَ آدمَ على ستِّين وثلاث مئة مَفْصِل-وفي آخرِ الحَديثِ- عَدَدَ تِلْكَ السِّتِّينَ وَالثَّلَاثِ مِئَة» كذا هو عند جميعِ شُيوخِنا وأكثَرِ النُّسخِ، وأهلُ العربيةِ يأبون هذه الرِّواية ويقولُون صَوابه «وثلاث مئة» بغير ألف ولام، وهو كلامُ العَربِ، وقد جاء في بَعضِ النُّسخِ على الصَّوابِ، ولعلَّه مُصلَّح.
الثَّاء مع المِيمِ
٢٨٨ - (ث م د) قوله: «على ثَمَدٍ»[خ¦٢٧٣١] بفَتحِ الثَّاء والميمِ هو القَليلُ من الماءِ، وقيل: هو ما يَظهَر من الماءِ في الشِّتاءِ ويَذهَب في الصَّيفِ، قال بعضُهم: ولا يكون إلَّا فيما غلُظ من الأرضِ، وقيل غير هذا.
٢٨٩ - (ث م ر) قوله: «بِسَوطٍ لم تُقْطَع ثَمَرَتُه» أي: طرَفه، وكذلك ثمرةُ اللِّسان، ومعناه: لم يُركَب به فَيُلَيَّن طرفُه.
وقوله في البَيعةِ:«فَأَعطاهُ صفقَةَ يدِه وثمرةَ قَلبهِ فليُطِعْه» أي: صِدْق نيَّتِه وخالصها، كما أنَّ الثَّمرةَ هي فائِدةُ الشَّجرةِ.
وقوله:«فَثَمَّرْتُ أَجْرَهُ»[خ¦٢٢٧٢] أي: نمَّيتُه له.