وقوله في السُّوقِ:«هي مَعرَكَةُ الشَّيطان»، و «معارك الحربِ»، و «مُعتركُها» معاركُ الحربِ: مصارعُها وموضعُ اللقاءِ والقتالِ؛ لتعارُكِ الأقرانِ هناك وتصارُعِهم، وشبَّه السُّوقَ بها لأنَّ الشَّيطانَ يصرعُ النَّاسَ بها ويَشغَل النَّاسَ بها عن ذكرِ الله فشبَّهها، وقيل: الشَّيطانُ بها من أهلِها بمعارِك الحربِ، وواحدُ المعاركِ: معرَكةٌ ومعرُكةٌ، بفتحِ الرَّاء وضمِّها، وعندَ ابنِ جعفرٍ من شيوخِنا في «الموطَّأ»: «فيمَن قتلَ في المَعْركِ» بغير تاءٍ، وكذا عندَ المهلَّبِ، ولغيرِهم:«المعتَرَك».
١٦٠٧ - (ع ر ص) قوله: «أقام بالعَرْصَة ثَلاثَ لَيالٍ»[خ¦٣٠٦٥] بفتحِ العينِ وسكونِ الرَّاءِ وصادٍ مهملةٍ يريدُ وسطَ البلدِ، وعَرْصةُ الدَّارِ ساحتُها التي لا بناءَ فيها.
١٦٠٨ - (ع ر ض) قوله في حديثِ ابن عبَّاسٍ: «فنِمتُ في عَرْض الوِسَادَة»[خ¦١٨٣] بفتحِ العينِ عند أكثرِ شيوخنا وفي أكثرِ الأمَّهاتِ وهو الوجهُ؛ لأنَّه ضدُّ الطُّولِ الذي ذُكِرَ بعدَه، ووقعَ عندَ الطَّرابلسيِّ وبعضِ شيوخِنا في «الموطَّأ» بضمِّ العينِ، وكذا وجدتُ الأصِيليَّ قيَّدَ بخطِّه في موضعٍ في صحيحِ البخاريِّ، وبالفتحِ في موضعٍ آخرَ، وكذا ذكره الدَّاوديُّ وغيرُه، والفتحُ هنا أصوبُ من الضَّمِّ؛ لأنَّ الضَّمَّ النَّاحيةُ والجانبُ.
وأمَّا الذي في حديثِ الكسوفِ:«أُرِيتُ الجنَّةَ والنَّارَ في عُرْضِ هذا الحَائِط»[خ¦٥٤٠] فهذا: بالضَّمِّ أي: جانبِه وناحيتِه، كما قال في الحديثِ الآخرِ:«في قِبلَةِ هذا الجِدارَ»[خ¦٧٤٩]، وكذلك قولُه في حديثِ المرجومِ:«حتَّى أتَى عُرْضَ الحرَّة» أي: جانبَها، وكذلك قولُه في الحديثِ الآخرِ:«كأنَّما تَنحتِون الفِضَّة من عُرْضِ هذا الجبلِ»[خ¦١٤٢٤] بالضَّمِّ؛ أي: من جانبِه، وقيل: عُرْضُ الحائطِ وغيرِه وسطُه، وقيل: عُرْضُ الشَّيءِ نفسُه.
وحديثُ المِعرَاضِ:«ما أصابَ بِعَرضِهِ»[خ¦٢٠٥٤] هذا بالفتحِ، والمِعرَاضُ: خشبةٌ محدَّدةُ الطَّرفِ، وقيل: في طَرفِها حديدةٌ يُرمَى بها الصَّيدُ، وقيل: سهمٌ لا ريشَ له يُرمى به عَرضاً فما أصابَ بحدِّه وطولِه أُكِل؛ لأنَّه جرحٌ وقطعٌ، وما أصابَ بعرضِه لم يؤكلْ؛