للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لأنَّه رضٌّ، كما في الحديثِ: «فهو وَقيذٌ» [خ¦٥٤٧٥].

وفي الحديث الآخر: «ليس الغِنَى عن كَثرة العَرَضِ» [خ¦٦٤٤٦] بفتحِ الرَّاءِ، قال: هو ما يُجمَع من متاعِ الدُّنيا، يريدُ كثرَةَ المَالِ، وسُمِّيَ متاعُ الدُّنيا عَرَضاً لزوالِه، قال الله تعالى: ﴿تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا﴾ [الأنفال: ٦٧].

و «يَبيعُ دينَهُ بِعَرَضٍ من الدُّنيا» قيل: بيسيرٍ، وقد يكونُ بمعنى: ذاهبٍ وزائلٍ، وذُكِرَ فيها: «بَيعُ العَرْضِ» بفتحِ العينِ وسكونِ الرَّاءِ، و «زكاةُ … العُروضِ» قال أبو عبيدٍ: هو ما عدا الحيوان والعَقَار والمكيلِ والموزونِ، وقال الأصمعيُّ: هو ما كانَ من مالٍ غيرِ نقدٍ، وقال أبو زيدٍ: هو ما عدا العينِ.

وفي الحديثِ: «تُعرَضُ الفتنُ على القلوبِ عَرْضَ الحَصِير عُوداً عُوداً» بفتحِ العينِ من: عَرْضَ، وسكونِ الرَّاءِ، قيل: معنى تُعرَضُ: تَلصَقُ بعُرْضِ القلوب، كما يَلصقُ الحصيرُ بجنْبِ النائم ويؤثِّرُ فيه، وإلى هذا التَّأويلِ كان يذهبُ من شيوخنا ممَّن باحثنْاه عن معنَى الحديثِ الأستاذُ أبو الحسينِ والشَّيخُ أبو بحرٍ.

وقيل: معنى تُعرَضُ على القلوبِ؛ أي: تَظهرُ لها وتَعرِفُ ما تَقبلُ منها ويُوافقُها وما تأباه، ومنه: عُرِضَتِ الخيلُ، وعَرَضَ السجَّانُ أهلَ السِّجنِ؛ أي: أظهرَهم واختبرَ حالهم، كما قال تعالى: ﴿وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ﴾ الآية [الكهف: ١٠٠] أي: أظهرناها، وأنَّ المرادَ بالحصيرِ هنا عينُ عملِها ونسجِها، وعَرضُ المُنَقِّية على النَّاسجة للحصيرِ؛ ما تنسِجُ ذلك منه واحداً بعدَ واحدٍ، كما قال: «عوداً عوداً»، وإليه كان يذهبُ من شيوخنا الأستاذُ أبو عبدِ الله بن سُليمانَ، وقد بسطناه بأوسعَ من هذا من حرفِ الحاءِ، وقال الهرويُّ: معنى تُعرَضُ؛ أي: تُحيطُ بالقلوبِ، وما ذهبَ إليه أبو عبدِ الله أظهرُ وأولى.

وقوله: «عَرَضْتُ عليه حفصةَ» [خ¦٤٠٠٥]، و «عُرضْتُ يَوم الخندقِ» * [خ¦٢٦٦٤] كلُّه بمعنى ما تقدَّم؛ أي: أظهرتُ له أمرَها، وكلَّمتُهُ في زواجِها وأظهرتُ له ذلك، واختُبرَ أيضاً حالُ الآخرِ يومَ الخندقِ يُقال منه: عَرَض الأميرُ الجيشَ، ومثله: «كأنَّه يَعرِضُ على عَمروٍ».

ومثله: «عُرِضَتْ عليَّ الجنَّةُ والنَّارُ» [خ¦٥٤٠]، ومثله: «يَعرِضُ سِلعَته لِلبَيع» [خ¦٣٤١٤] بغيرِ ألفٍ، كلُّه: بكسرِ الرَّاءِ في المستقبلِ وفتحِها في الماضِي، ولا يقال من هذا البابِ: أَعرَضَ رباعيٌّ، إلَّا قوله: أعرضْتُ الرُّمحَ، ومنه قوله تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [الأحزاب: ٧٢]، ومثله: «فلم

<<  <  ج: ص:  >  >>