للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأنَّه لا يُكدَم باللِّسان، كما قال في الرِّواية الأُخْرى: «يَعَضُّون الحِجَارَةَ» [خ¦١٥٠١].

فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ

قوله: «ومَكْدُوش في نارِ جَهَنَّم» كذا للعذريِّ بالشِّين المُعجَمة، ولغَيرِه في «الصَّحيحين» بالمُهمَلة: «فمَكْدُوسٌ» [خ¦٧٤٣٩]، مثلُ «مَخْدُوشٌ» [خ¦٧٤٣٩] في الحديثِ الآخَرِ، ومثلُ «مُخرْدَل» [خ¦٦٥٧٣] في الآخَر، قال ابنُ دُريدٍ: كدَشه إذا قطَعه بأسْنانِه قِطَعاً، كما يُقطَع القِثَّاءُ وما أشبَهَه، وقد يكون أيضاً مرمِيّاً مطْرُوحاً فيها، قال صاحبُ «العين»: الكَدشُ: السَّوقُ، ويكون هذا من معنى «مَكْدُوس» بالمُهملة في الرِّواية الأُخْرى؛ أي: مَطرُوح على غَيرِه، والتَّكْدِيسُ طرحُ الشَّيءِ بَعضُه على بَعضٍ، وكلُّه من معنى: «فمِنهمُ المُوبَقُ بعَمَلِه» [خ¦٦٥٧٣].

وفي صَدْرِ كتابِ مُسلمٍ في رواية المُنكَر: «فإذا خَالَفَتْ رِوايتُه رِوايتَهُم أو لم تَكَدْ تُوَافِقُها» كذا رِوايَتُنا هنا، ورواه بعضُ شيُوخِ كتاب مُسلمٍ: «أو لم يَكُونُوا فُقَهَاء»، وهو تَصْحِيف غَرِيبٌ عَجِيبٌ!.

الكَاف مع الذَّال

١٠٦٠ - (ك ذ ب) قوله: «فيتحدَّثُ بالكِذْبَة» [خ¦١٣٨٦] كذا هو بكَسرِ الكافِ، ويقال: بفَتحِها، وأنكَر بعضُهم الكسرَ إلَّا إذا أراد الحالَة والهيئَةَ.

وقوله: «كذَب أبو محمَّد» أي: أخطأ، و «كذَب كَعبٌ»، وقولُ النَّبي في قِصَّة حاطِبٍ: «كَذَبْتَ»، وقولُ أسماءَ لعُمرَ: «كَذَبْتَ»، كلُّه مَعناه الخطَأُ.

وقولُه عن إبراهيمَ : «ويذْكُر كَذَباتِه» [خ¦٣٣٦١] بفَتحِ الكافِ والذَّالِ، و «ثَلَاث كَذَباتٍ» [خ¦٣٣٥٨] كذلك، جمعُ كَذْبَة بفَتحِ الكافِ الواحِدَةُ من الكَذبِ، وأكاذيبُ جمعُ أُكذُوبةٍ.

وإنَّما سَمَّى هذه كَذَبات؛ لكَونِها في الظَّاهر على خلافِ مُخبرِها، وإبراهيمُ إنَّما عرَّض بها عن صِدْقٍ، فقال: أَنْتِ أُخْتِي، يريدُ في الإسْلامِ، و ﴿فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ﴾ [الأنبياء: ٦٣] على طَريقِ التَّبكيتِ بدَليلِ قولِه: ﴿إِن كَانُوا يَنطِقُونَ﴾ [الأنبياء: ٦٣]، ﴿إِنِّي سَقِيمٌ﴾ [الصافات: ٨٩] أي: سأسقم، ومن عاشَ يسقَم ولا بُدَّ يهرَم ويمُوت.

قوله: «إنْ شَدَدْتُ كَذَّبْتُم» [خ¦٣٩٧٥] بتَشديدِ الذَّال؛ أي: إنْ حملتُ لم تحمِلوا معي على العَدُوِّ، ونكَصْتُم عنه وحِدتُم، ويقال: بتَخفيفِ الذَّال أيضاً، قال الهرويُّ: أصلُ

<<  <  ج: ص:  >  >>