في صِفَته ﵇:«كان بَسِطَ الكفَّينِ»[خ¦٥٩٠٧] كذا لأكثَرِهم، ولبَعضِهم:«سَبِطَ» بتَقديمِ السِّين، ولبَعضِهم:«بَسِيطَ»[خ¦٥٧٤]، وشكَّ في الحرفِ المروَزيُّ، وقال: لا أدري «بَسِطَ» أو «بَسِيطَ»، وكِلاهُما صحِيحٌ؛ لأنَّه رُوِي:«شَثْنُ الكفَّين» أي: غليظُهُما، وهذا يدُلُّ على سعتِهِما وكِبَرهما، ورُوِيَ:«سائل الأطْراف» وهذا مُوافِق لمعنَى «سَبِطَ».
في «المُوطَّأ» في النَّهيِ عن إصابة الرَّجل أَمَةً كانت لأبيه قوله: «فلم أنبسِطْ لها» كذا ليحيَى، من الانبِسَاطِ، ولغَيرِه:«فلَم أنتشِطْ» من النَّشاطِ، وكِلاهُما صحيحُ المعنَى مُتقاربه.
وتقدَّم الخِلافُ في «يبسون»، وفي «بواسير» في مواضعهما حسبَما اقتَضَاه الشَّرح.
البَاء مع الشِّينِ
٢٠٤ - (ب ش ر) قوله: «ولَحمِي … وبَشَري»[خ¦٦٣١٦] هي جِلْدَةُ الوَجهِ والجَسدِ، واحدُها بشَرَة، والجَمع بَشَر، كلُّها بفتح الشِّين، ومنه:«حتَّى … أروى بشَرَتَه»[خ¦٢٧٢] يعني بلَغ الماءُ من شَعرِه إلى جِلْدة رَأسِه، والبِشْر طَلاقُة الوَجهِ، والبُشرَى بالضَّمِّ ما يُبشَّر به الإنسانُ من خيرٍ، وهي البِشارَةُ بالكَسرِ، والبُشارَة بالضَّمِّ ما يُعطى البَشِير، وكثيرٌ من هذه الألفاظِ في الحَديثِ مُكرَّرة.
٢٠٦ - (ب ش ق) قوله «بَشَقَ المُسافِرُ»[خ¦١٠٢٩] بفَتحِ الباء والشِّين، كذا قيَّده الأَصيليُّ، وقال صاحبُ «المنضد» فيه عن أبي عُبيدَةَ: «بَشِقَ المسافِرُ» بكَسرِ الشِّين؛ أي: تأخَّر، وقال غيرُه: ملَّ، وقيل: ضَعُف، وقيل: حُبِسَ، وقيل: هو مُشتَقٌّ من الباشقِ طائرٌ لا يتصرَّف إذا كثُر المَطَر، وقيل: يُنفِّر الصَّيد ولا يصِيدُ، وقد جاء مثلُ هذا الحديثِ في «مُصنَّف ابنِ السَّكنِ» في الاستِسْقاء: «فلمَّا رأَى لَثقَ الثِّيابِ» أي: بَلَلَها والتِصاقَها وتطيُّنَها، واللثَقُ بالفتحِ ماءٌ وطينٌ مُختلَط، فعلى هذا يُشبِه أن يكُون:«لثِقَ المُسافرُ» أي: وقَع في اللَّثقِ، أو أضرَّ به اللَّثقُ، والله أعلم.