بَعضِ أصُولِه، وكذا حدَّثنا به ابنه سراج عنه، يقال من ذلك: تبِعْت الرَّجل بحقي أتبَعُه تباعَة إذا طلَبْته به فأنا له تَبِيعٌ، قال الله تعالى: ﴿ثُمَّ لَا تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً﴾ [الإسراء: ٦٩] أي: مُطالِباً تابِعاً، وأتبَعتُه أنا على فلان جعَلته يتبَعه، وحكى الخَطَّابيُّ: أنَّ المُحدِّثين يروُونه: «إذا اتَّبِع أحدُكم» بالتَّثقيلِ وهو خطَأ هنا بكلِّ حالٍ.
وقوله:«فأتْبعه النَّبيُّ ﷺ رجلاً» ساكِن التَّاء؛ أي: وجَّهه في أثرِه.
وقوله:«فلا تِباعَةَ له في مالِ غَريمِه» أي: لا حقَّ يتبَعه به، ويقال فيه أيضاً: تَبِعة وتَبَعة بالفَتحِ والكَسرِ.
وقوله:«كنتُ تَبِيعاً لطلحَةَ» أي: خديماً له أتبَعُه.
وذكر في الزَّكاة:«أخَذ من ثلاثين بقَرَة تَبِيعاً» التَّبِيع هو العِجل الَّذي فُطِم عن أُمِّه فهو يتبَعُها ويقوَى على ذلك، وهو الجذَع، وهو الَّذي دخَل في السَّنةِ الثَّانيةِ، وقيل: الَّذي استَوفَاها ودخَل في الثَّالثةِ.
فصلُ الخِلافِ والوَهمِ
في حَديثِ هدم الكَعبةِ:«تتَابَعوا فنَقَضُوه» كذا عند الرُّواة لمسلِمٍ بالباء بواحِدَة قبل العَينِ؛ أي: اتَّبع بعضُهم بعضاً، وعند أبي بَحرٍ:«تتايعوا» بالياء باثنتين تحتَها.
وفي الطَّلاقِ:«فلمَّا كان في عَهدِ عمرَ: تتابَع النَّاسُ في الطَّلاقِ» كذا عند ابن أبي جَعفَرٍ بباء بواحِدَة أيضاً، وعند سائرِهِم:«تتايع» بياء باثنتين تحتَها، والكَلِمتان بمعنًى، وأهلُ اللُّغة يفرِّقُون فيقُولُون بالباء بواحِدَة في الخيرِ وباثنتَين في الشَّرِّ، فعلى هذا الوَجهُ في الحَديثِ الأوَّل بالباء بواحِدَة، وفي الثَّاني باثنَتَين.
في (بابِ تَزويجِ خَدِيجة ﵂:«فيُهدِي لخلائِلِها منها يتَتبَّعُهُنَّ» كذا للنَّسفيِّ، ولجُمهورِ الرُّواة:«ما يَسعُهُنَّ»[خ¦٣٨١٦]، وعند الأَصيليِّ وبَعضِ نُسخِ أبي ذرٍّ:«ما يتَّسعهن»، والوَجهُ الأوَّلُ.
في حَديثِ إسْلامِ أبي ذرٍّ ﵁:«فرآه عليٌّ فعرَف أنَّه غرِيبٌ، فلمَّا رآه تبِعَه» كذا في كتاب مُسلمٍ [خ¦٣٨٦١] والبُخاريِّ، وفي رِوايَة الأَصيليِّ:«أتْبَعه»، وهي عندي أظهَر وأولى هنا، ويكون بسُكون التَّاء؛ أي: قال له: اتبَعنِي وهو أشبَه بمساقِ الحَديثِ.
قوله في حَديثِ أبي هُريرَةَ ﵁:«ما سَألتُه إلَّا ليَسْتَتْبِعَني» أي: ليقول لي: اتْبعني إلى مَنزِلي، ليُطْعِمه، كذا لكافَّتهم، وفي غَيرِ مَوضعٍ، وجاء هنا لابنِ السَّكنِ في المَوضِعَين:«ليُشبِعَني»[خ¦٦٤٥٢]، والأوَّلُ أشبَه بسياق الكَلامِ