وقوله:«لَو شِئتُ أَعُدَّ شَمَطَاتِهِ»[خ¦٥٨٩٥] بفَتحِ الميمِ؛ أي: شَيبَاتِه، وهذا يصحِّح قول الأصمعيِّ المُتقدِّم، وقال ثابتٌ: كلُّ لونَين اختَلَطا فهو شَمِيطٌ.
٢٢٠٣ - (ش م ل) قوله: «عَلَيه شَملَةٌ» هو كسَاءٌ يشتملُ به، وقيل: إنَّما الشَّملةُ إذا كان لها هدب، وقال ابنُ دُريدٍ: هو كساء يُؤتَزر به، وقال الخليلُ: الشِّملةُ بالكَسرِ كِساءٌ له خمل مُتفرِّقٌ، يلتحف به دون القَطِيفَة، وفي البُخاريِّ [خ¦٦٠٣٦] في الحَديثِ: «البُردَةُ: الشَّمْلةُ»، وقيل: الشَّملةُ كلُّ ما اشتمل به الإنسانُ من المَلاحفِ والبُرُدِ.
وقوله:«نهَى عن اشْتمَالِ الصَّمَّاءِ»[خ¦٣٦٧] هو إدارة الثَّوب على جَسدِه، لا يخرج منه يده، والاسمُ منه الشَّملةُ، ويقال لها: الشَّملةُ الصَّمَّاءِ، وهو التَّلفُّع أيضاً، وأمَّا الاشتِمالُ على المَنكِبَين الَّذي ذكَره في البُخاريِّ الزُّهريُّ فهو التَّوشُّح [خ¦٨/ ٤ - ٥٩١]، وليس من هذا، ويأتي مُفسَّراً في حَرفِ الواو.
ونهَى الشَّرعُ عن ذلك لوجهَين: أحدهما أنَّه لو أتاه ما يكرهه ويُؤذيه لم يمكنه إخراج يديه بسرعة، وقيل: إنَّما نهى عنها في الصَّلاة؛ لأنَّه إذا أخرَج يديه في الصَّلاة انكشَفَت عورته، فإذا كان مُؤتَزراً لم ينهَ عنه، وقيل أيضاً: إنَّها الاشتِمالُ به ورفعه من أحد جانِبَيه على أحد مَنكِبَيه، وليس عليه غيرُه فتكشف عورته.
وقوله:«يُصلِّي في ثَوبٍ وَاحدٍ مُشتَمِلاً به، وَاضِعاً أحد طَرفيهِ على عَاتِقَيهِ»[خ¦٣٥٦] هذا ليس باشتمال الصَّمَّاءِ، وهو الاضطِباعُ أو التَّوشُّح، كما قال في الحَديثِ الآخر:«مُلتَحِفاً بهِ»[خ¦٣٧٠].
وقوله:«فَهبَّت رِيحُ الشَّمالِ» بفَتحِ الشِّين والميم، هي الرِّيحُ الجوفية الَّتي تأتي من دبُر القِبلةِ، مُقابلة الجنوبِ، ويقال فيه: شمل أيضاً بغيرِ ألفٍ، وشَمْأل بسُكونِ الميمِ وهمز الألفِ، وشأمل بتَقديمِ الهَمزةِ، وشمُول بضمِّ الميمِ.
٢٢٠٤ - (ش م س) قوله: «كأَنَّها أَذنَابُ خَيلٍ شُمُسٍ» بضمِّ الميم وإسكانها معاً، هي الَّتي لا تستَقِر إذا نخست، وهو في النَّاس: العسرُ، يقال في جمعِه: شمُوس، وفي الدَّواب: شُمُس أيضاً، وقد شمس، والشِّماسُ في الدَّواب كالقِماصِ.
وقوله:«شَمَّسَ نَاساً» في أداء الجِزْية، معناه ما جاء في الحَديثِ الآخَر:«يُقيمُهم في الشَّمسِ، وقد صُبَّ عَلى رؤُوسِهم الزَّيتُ يُعذِّبُهم بذلكَ».
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قوله في حَديثِ زُهيرِ بنِ حَربٍ في إخفاء الصَّدقة:«حتَّى لا تَعلَم يَمينهُ ما تُنفقُ شِمالُه» كذا في جميع نُسخِ مُسلمٍ، وهو مَقلُوب،