وقوله:«لم يَعْلَقِ الآخرَ شيءٌ من النَّفقةِ» أي: لم يلزمه.
وقوله:«هؤلاء الذين … يَسرِقُونَ أَعلَاقَنَا»[خ¦٤٦٥٨] يَحتمِل أنَّه ما يُعلَّق على الدَّوابِّ والأحمالِ من أسبابِ المسافرِ، وهو أظهرُ في هذا الحديثِ، أو جمعُ عِلْق؛ وهو خِيارُ المال، وبه فسَّرَه بعضُهم.
وقوله:«اعلُ هُبَل»[خ¦٣٠٣٩] أي: ليرتفعْ شأنُك ويعَزَّ فقد غلبتَ، وهُبل: صنمٌ.
وقوله:«فَنَزَل في العلوِّ»، و «في علالِيَّ لَهُ»[خ¦٤٠٣٩] بكسرِ اللَّامِ، و «في عِلِّيَّةٍ لَهُ»[خ¦٢٤٦٩] بكسرِ العينِ؛ هي الغُرفةُ، ومنه أصحابُ: ﴿عِلِّيِّينَ﴾ [المطففين: ١٨] في الجنَّة؛ جاءَ مفسَّرَاً:«أصحابُ الغُرفِ» وكما قال تعالى: ﴿وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ﴾ [سبأ: ٣٧]، وقيل: علِّيون: السَّماءُ السَّابعةُ، وقيل: هو واحدٌ، وقيل: جمعٌ، كذا ضبطناه فيها عُلوٌّ وسُفل، وقال ابنُ قتيبةَ: لا يقالُ إلَّا بالكسرِ.
وقوله:«اليَد العُليا خَيرٌ من اليدِ السُّفلَى»[خ¦١٤٢٧] فسَّرَه في الحديثِ: بـ: «المنفقةِ»[خ¦١٤٢٩] قال الخطابيُّ: وروِي في بعضِ الأحاديثِ: «المُتَعَفِّفَة» مرفوعاً عن النَّبيِّ ﷺ، «والسُّفلَى السَّائلةُ»[خ¦١٤٢٩]، ورُوِيَ عن الحسنِ:«المُمسِكة السَّائلةُ»، وذهبتِ المتصوِّفةُ إلى أنَّ اليدَ العليا هي الآخذةُ، واحتجُّوا بما وردَ في الحديثِ:«إن الصَّدقةَ تقعُ في يدِ الرَّحمن» قالوا: فيدُ الآخذِ نائبةٌ عن يدِ الله المذكورةِ، وما جاءَ في الحديثِ من التَّفسيرِ المتقدِّم مع ظهورِ المقصِدِ يردُّ قولَهم، من الحضِّ على الصَّدقةِ أولى، فعلى التَّأويلِ الأوَّلِ هي عليا بالصُّورَةِ، وعلى الثَّاني بالمعنى. وتقدَّمَ تفسيرُ «العِلَاوة»[خ¦٢٣/ ٤٢ - ٢٠٥٥].