للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وليسَ بالصُّرَدِ، قال أبو عمرٍو: قيل: إنَّه اليَمامُ.

١٤٣٩ - (ن هـ ى) قوله: «التَّقيُّ ذو نُهْيَة» [خ¦٦٠/ ٤٨ - ٥٢٧٣] بضمِّ النُّونِ وسكونِ الهاءِ وفتحِ الياءِ باثنتَينِ تحتَها، كذا الرِّوايةُ، وهي صحيحةٌ. ويقال: بفتحِ النُّونِ أيضاً، وهو العَقْلُ، وجمعُه: نُهى؛ لأنَّه ينهى صاحبَه عن القبائحِ والمعائبِ، ويقالُ فيه: «ذو نَهايةٍ» أيضاً، وحكاه ثابتٌ؛ أي: ذو عقلٍ، وقد تكونُ النُّهيةُ أيضاً من النَّهيِ، اسمٌ للفِعلةِ الواحدةِ منه، والنَّهيةُ بالفتحِ: واحدُ النَّهيِ، مثل: تمرةٍ وتمرٍ؛ أي: إنَّ له من نفسِه في كلِّ حالٍ زاجراً، ينهاه عن المكروهِ، كما قيل: التَّقيُّ مُلجَمٌ. يقال: نهَيتُه عنه، ونهَوتُ لغةٌ، والنِّهايةُ: الغايةُ، وحيثُ ينتهي الشَّيءُ ويقِفُ، كأنَّه امتنعَ عندَها من الزِّيادةِ.

و ﴿سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى﴾ [النجم: ١٤] فسَّرَها في الحديثِ: «إليها ينتهي علمُ الخلقِ» أي: ما وراءَها من الغيبِ الذي لا يطَّلِعُ عليه ملَكٌ ولا غيرُه، إلَّا ربُّ السَّماواتِ والأرضِ، وقيل: إليها يُنتَهى فلا تُتجاوَزُ، يريدُ ملائكةَ الله ورسلَه، وقيل: إليها تنتَهي الجنَّةُ في العُلوِّ، والأوَّلُ أظهرُ.

وقوله: ﴿إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى﴾ [النجم: ٤٢] أي: عندَه تقِفُ العقولُ والأفكارُ، وكلُّ شيءٍ منه، وإليه يُنتَهى ويُضافُ، وهو خالقُه، ثمَّ انقطعَ الكلامُ بعدُ فلا يُضافُ هو إلى شيءٍ، ولا يقالُ بعدَه شيءٌ.

وقوله: «فتناهَى ابنُ صيَّادٍ» [خ¦٢٦٣٨] قيل: كثُرَ استعمالُ الانتهاءِ في تَرْكِ ما يُكرَهُ، حتَّى وُضِعَ موضِعَ الفهْمِ والعقلِ، كأنَّ معناه عندَه تنبَّهَ، وقد يكونُ معناه عندي: تفاعلَ، من النَّهيِ؛ وهو العقلُ؛ أي: رجعَ إليه عقلُه، وتنبَّهَ لذلك من غفلَتِه، وقد يكونُ أيضاً على بابِه؛ أي: انتهى عن زمزمَتِه وتركَها.

وقوله في الأطفال: «فما يتناهى أو ينتهي حتَّى يُدخِلَه الجنَّةَ» يعني: أباه؛ أي: ما يترُكُ أخذَه بأبيه وتعلُّقَه به، وانتَهى وتَناهى وأَنهى بمعنىً، ويكونُ التَّناهي أيضاً من اثنَينِ، ومنه قولُه تعالى: ﴿كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ﴾ [المائدة: ٧٩] قيل: لا يَنهى بعضُهم بعضاً.

وقوله في فضائلِ عمرَ: «حتَّى انتهى» [خ¦٣٦٨٧] قيل: معناه ماتَ على تلكَ الحالةِ، وقد يصِحُّ عندي أنْ يكونَ حتَّى انتهى الغايةَ في الفضْلِ، وفيما مدَحَه به.

[فصل في الاختلاف والوهم]

في تفسير: «﴿لَا تَعْضُلُوهُنَّ﴾ [النِّساء: ١٩] لا تنتهِروهُنَّ» كذا للأصيليِّ والقابسيِّ، وعندَ أبي ذرٍّ: «لا تقهُروهُنَّ» [خ¦٦٥/ ٦ - ٦٦٨٧] وهو أَولى وأَوجَهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>