وقوله:«يحبُّون السِّمانَة» كذا لأكثَرِ الرُّواة، ومعناه كثرةُ حِرصِهم على الدُّنيا، والتَّمتُّع من طيِّباتها، والسَّرفُ في عَرَضِها، وعند بَعضِهم:«الشَّهادَة»، وكِلتا الرِّوايتَين صحِيحةٌ، فقد جاء في الحَديثِ نَفسِه من الرِّوايةِ الأُخرَى:«ويَفْشُوا فيهم السِّمَنُ»[خ¦٢٦٥١]، وفيه:«يَشهَدُون ولا يُستَشهَدُون»[خ¦٢٦٥١].
وتقَّدم في حَرفِ الباء [ب ص ر] قوله: «بسَمْع أُذُنِي». وفي تَفسيرِ سُورَة الحُجُراتِ:«فما كان عمرُ يُسمِعُ رسولَ الله ﷺ بعد هذه الآية حتَّى يَستَفهِمَه»[خ¦٤٨٤٥] كذا لهم بضمِّ الياء، وهو الصَّوابُ، وعند الأَصيليِّ بفَتحِها، وهو وهمٌ وقلبٌ للمعنَى وضده.
وفي قَتلِ الحيَّاتِ وذكر:«الأَبتَر وذا الطُّفْيَتَينِ لأنَّهما يَلتَمسَانِ البصرَ، ويُسقِطَانِ الحبَلَ، وذلك من سُمَّيْهِمَا»، ويُروَى:«من شِيمَتِهِما»، والأوَّل أوْجَه، وكِلاهُما مُحتمَل، فقد يكون ذلك من خواصِّهما وشِيمَتهِما، وقد يكون من قوَّة سُمِّهما تَعدُو فتَفعَل هذا بمَشيئةِ الله تعالى، كما تَفعَل عينُ العائنِ، والله أعلَم.
وقوله في حَديثِ الخَوارجِ من رِوايَة محمَّدِ بنِ المُثنَّى:«سيماتهم» كذا للقاضي الصَّدفيِّ في مُسلمٍ بزيَادةِ تَاءٍ، ولغَيرِهم:«سِيماهُم» كما تقدَّم، ولم نرَ من ذكَرَه بالتَّاء، وقد ذكَرْنا الوُجُوه المَعلُومة المَذكُورة فيه.
وقوله في حَديثِ كَعبٍ:«فلمَّا استمرَّ بالنَّاس الجِدُّ» أي: الإسراعُ في السَّيرِ، كذا لمُسلمٍ، وعند البُخاريِّ:«اشتَد بالنَّاس الجِدُّ»[خ¦٤٤١٨] كذا لابنِ السَّكنِ، وعند الأَصيليِّ:«اشتَد النَّاسُ الجِدَّ» برَفعِ «النَّاس» ونَصبِ «الجد»، وهو أضعَف الوُجُوه.
السِّين مع النُّون
٢٠٩٦ - (س ن و) قوله: «عامُ سَنةٍ»[خ¦٥٤٤٦] أي: عام شِدَّة ومَجاعةٍ، كذا ضبَطْناه على الإضافةِ، وهو الصَّوابُ، وضبَطَه بعضُهم:«سنةٌ» بالرَّفع، والأوَّل الصَّواب.
و «إذا سَافرتُم في السَّنةِ»، و «أخذَتْهم سَنةٌ»[خ¦١٠٠٧]، و «ليسَت السَّنةُ ألَّا تمطرُوا» فكلُّه بمعنَى الجدبِ، ومنه: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ﴾ [الأعراف: ١٣٠] أي: بالقحوطِ، وأصلُها: سَنَوَه، ولذلك: تجمع السَّنة: سنَوَات، وقيل: سنَهَة والتَّاء فيه زائدَة، لكنَّه كثُر استِعمالها كذلك، فقرَّبنا ذِكرَها في هذه التَّرجمةِ، ومنه: «واجْعَلهَا علَيهِم سِنِينَ