للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فصلُ الاخْتِلاف والوَهمِ

قوله: «فإذا تطاوَل رُعاةُ الإبلِ البُهْمُ في البُنيانِ» [خ¦٥٠] بضمِّ الباء روَاه أبو ذَرٍّ وغَيرُه، ورُوِي عن الأَصيليِّ بفَتحِ الباء وضَمِّها أيضاً، والصَّوابُ هنا الضَّمُّ، ووقَعَت في الأصلِ للقابِسيِّ بفتح الباء، وحُكي عنه ضمُّ الباء والميم معاً، وقال: هو من صِفةِ الرُّعاة؛ أي: السُّود، وقال الخَطَّابيُّ: معناه المَجهُولُون الذين لا يُعرَفُون، ومنه: أُبهِم الأمر. وقال غيرُه: أي: الذين لا شيءَ لهم، كما قيل في الحَشرِ: «إنهم يُحشرُون بُهْماً» وقيل في هذا أيضاً: مُتشابِهي الألْوَان، والأوَّل أبْيَن، وجاء في كتابِ مُسلمٍ: «يعني العُرَيْب» تصغِيرُ العَربِ، ومَنْ كَسَرَ الميم جعَلَه وصفاً للإِبل، وهي شرُّها، وقد جاء في الحَديثِ في صِفَتهم زيادَة: «الصُّمُّ البُكْمُ»، وهذا يدُلُّ أنَّها كلُّها أوصافٌ للرُّعاة لا للإبلِ، وقال الطَّحاويُّ: المُرادُ بالبُكمِ الصُّمِّ؛ أي: عن قبول القَولِ المَحمُود وسماعه؛ أي: لا يعرِفُونه لجَهلِهم.

وفي حَديثِ «ما الدُّنيا في الآخِرَة»: «وأشَارَ إسماعيلُ بالإبْهامِ» كذا عند جَميعِهِم، وعند السَّمرقَنديِّ: «البِهام» وهذا خطَأ، إنَّما البِهامُ جمعُ بَهْمةٍ، وهو ما فسَّرناه قبلُ، وليس هذا مَوضِعه، وجاء في الحَديثِ الآخَرِ: «وأشار بالسَّبَّابةِ» [خ¦٥١٠٤]، وهو أظهَر؛ إذ الغالبُ أنَّ بها الإشارَة، وهي الَّتي يصحُّ بها ضَربُ المَثلِ.

وفي (بابِ النَّومِ قبلَ العِشاءِ): «حتَّى مسَّتْ إبهامُه طرفَ الأُذُن» [خ¦٥٧١] كذا لكافَّتهم، وعند بَعضِ الرُّواة عن أبي ذرٍّ: «إبهاميه» وهو غلَط، إنَّما كانَت يداً واحدَة على ما ذكَر في الحَديثِ.

في كتابِ الاستِئْذانِ: «وعندي منه دينارٌ لا أرصُدُه لدَيْنٍ، إلَّا أنْ أقولَ به في عبادِ الله هكذا» [خ¦٦٢٦٨] كذا لهم، وعند الأَصيليِّ: «إلَّا أنْ أقول بيده» وهو وهمٌ، والصَّوابُ الأوَّل كما جاء في غَيرِ هذا المَوضعِ.

وفي (الصَّلاةِ عند مُناهَضة الحُصونِ): «إنْ كان بها الفَتح» كذا للقابِسيِّ، وهو وهمٌ، وصَوابُه: «إنْ كان تَهيَّأ» [خ¦١٢/ ٤ - ١٤٩٨] أي: أمكَن، وكذا أتقَنَه الأَصيليُّ.

وفي (باب من رغِب عن المَدينَةِ): «فيَجِدا بها وحُوشاً» كذا لبَعضِهم بباء بواحِدَة، والصَّوابُ رِوايةُ الأَصيليِّ: «فيَجِدانها» [خ¦١٨٧٤] بالنُّونِ، وكذا روَاه أصْحابُ مُسلمٍ لكن قال: «وَحْشاً» أي: خالِيَة، وبَلَدٌ وَحْشٌ خَلاءٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>