ذكرَ اللهُ، وقال بعضُهم: معناه: سهْلاً، وهو معنى «لَيْنَاً» في الرِّوايةِ الأخرى، كما جاءَ في الحديثِ:«رَطْباً»[خ¦٤٣٥١] وهو أشبَهُ بصفةِ الخوارجِ، إلَّا أنْ يريدَ بذلك تحريفَهم معناهُ وتأويلَهمْ له، فيصحُّ ويكون اللَّيُّ هنا: الَميلُ عن صحيحِ وجوهِه إلى سوءِ تأويلِه، مأخوذٌ من اللَّيِّ في الشَّهادةِ وهو المَيلُ، قاله ابنُ قُتيبَةَ.
وفي (بابِ إثمِ الغادرِ): «لكلِّ غادرٍ لواءٌ يومَ القيامةِ، قال أحدُهما: يُنصَبُ، وقال الآخَرُ: لواءٌ يومَ القيامةِ» كذا للجُرجانيِّ، ولغيرِهِ:«يُرَى»[خ¦٣١٨٧] وهو الصَّوابُ؛ لأنَّه إنَّما ذكرَ الخلافَ بين:«يُنصَبُ له يومَ القيامةِ» وبين: «يُرى يومَ القيامةِ»، وأمَّا اللِّواءُ أوَّل الحديثِ فثابتٌ لم يُختلَفْ فيه.
في الزَّكاة في حديث غزوةِ الفتحِ:«وجَعَلَتْ خيلُنا تلُوذُ خلفَ ظهورِنَا» كذا للسِّجْزيِّ؛ أي: تختفي، وقد تقدَّمَ تفسيرُه، وعند غيرِهِ:«تَلْوِي» ومعناه قريبٌ؛ أي: تعطفُ وترجعُ، لَوَى عليه: إذا عرَّجَ عليه، وضبطَهُ شيخُنَا التَّمِيمِيُّ:«تَلَوَّى»، وهو قريبٌ منه، أراد تتلوَّى.
حرفُ (لا) مفردةً
كلمةُ (لا): تأتي نفياً وتبرئةً، وتأتي بمعنى:(ما) نفياً محضاً، وتأتي زائدةً في الكلام.
قوله:«لا رُقْيةَ إلَّا من عينٍ أو حُمَةٍ»[خ¦٥٧٠٥] قال الخطَّابيُّ: معناه: لا رُقْيةَ أشفَى وأنجحَ منها.
قوله:«لا صلاةَ لجارِ المسجدِ إلَّا في المسجدِ» قال علماؤنا والكافَّة: أي كاملةً، وقال غيرهم: صحيحةً.
قوله:«لا صلاةَ لمَنْ لم يقرأْ بفاتحةِ الكتابِ»[خ¦٧٥٦] هي عند كافَّةِ العلماءِ أي: صحيحةً، وعند بعضِهم: كاملةً.
قوله:«لا غُولَ» نافيةٌ محضةٌ، و «لا صَفَرَ»[خ¦٥٧٠٧] قيل: مثلُهُ نفْياً لقولهم فيها: إنَّها دوابٌّ في البطنِ وإنَّها تعدُو، وقيل: هو نهيٌ عن فعلِ الجاهليَّة في النَّسِيءِ من تقديمِ صَفَرَ وتأخيرِهِ، و «لا عَدْوَى»[خ¦٢٠٩٩] نفيٌ لها ونهيٌ عن اعتقادِهَا، و «لا هَامَ»[خ¦٥٧٠٧] نفيٌ لها لمن فسَّرَها بأنَّه طائرٌ يخرجُ من رأسِ الميِّتِ، أو نفيُ التَّطَيُّرِ بها، أو نهيٌ عن ذلك، وكذلك:«لا طِيَرةَ»[خ¦٥٧٠٧] قيل: نفيٌ لها، وقيل: نهيٌ عنها، و «لا نَوْءَ» نهيٌ عن اعتقادِ تأثيرِ ذلك، وكونِهِ عن الأنْواء.
وتقدَّم معنى قولِهِ:«حدِّثوا عنِّي ولا حرجَ»، و «حدِّثوا عن بني إسرائيلَ ولا حرجَ»[خ¦٣٤٦١] في حرف الحاء.