للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال الله تعالى: ﴿وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ﴾ [يونس: ١٠٠]، وقيل: يعني اللَّعنةَ في الدُّنيا والعذابَ في الآخِرَةِ.

٨٢٠ - (ر ج و) وقوله: «إلَّا رَجاءَةَ أن أكُونَ من أهْلِها» ممدُودٌ، قال في «الجمهرة»: فعَلْتُ رجاء كذا ورجاءة كذا، وهو بمِعنَى طَمعي فيه وأمَلِي، ويكون كذلك أيضاً الرَّجاء ممدُودٌ بمَعنَى: الخَوفِ، ومنه في الحَديثِ: «إنَّا لنَرْجُوا -أو نخاف- أن نَلْقى العَدُوَّ غداً» [خ¦٢٥٠٧]، قال الله تعالى: ﴿مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا﴾ [نوح: ١٣] أي: لا تخافون له عَظمَة، ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ﴾ [الكهف: ١١٠] أي: يخافه، يقال في الأمل: رجَوْت ورجَيْت، بالواو والياء، وفي الخَوفِ: بالواو لا غير، قال بعضُهُم: لكن إذا استَعمَلته العربُ مُفرداً في الخَوفِ ألزَمَته «لا» حرف النَّفْي قبله ولم تستَعْمِله مُفرداً إلَّا في الأمَل والطَّمع، وفي ضِمْنه بكلِّ حالٍ الخَوفُ إلا يكون ما يؤمِّلُه، وهذا الحديثُ يرُدُّ قولَ هذا، فقد استَعمَله بغَيرِ «لا».

وقوله: «ترجِينَ النِّكاح» [خ¦٣٩٩١] بضمِّ التَّاء وفَتحِها معاً، وبالضَّمِّ ضَبَطه الأَصيليُّ، وكلاهُما صحِيحٌ.

فصلُ الاخْتِلافِ والوَهمِ

قوله في الجُلوسِ في الصَّلاةِ: «إنَّه لجفَاء بالرَّجُل» كذا ضَبَطناه، قال الجَيَّانيُّ: ما رويناه إلَّا هكذا، بفَتحِ الرَّاء وضَمِّ الجيمِ، وقال أبو عُمرَ بنُ عبدِ البَرِّ: إنَّما هو «بالرِّجْل» بكَسرِ الرَّاء وسُكونِ الجيمِ وغيرُه تَصحِيفٌ.

وأنشَد البُخاريُّ [خ¦٤٦٨٤] مُستَشهِداً: «ورَجْلَةٍ يضرِبون البيضَ ضاحِيَةً» كذا صوَابُه، وهي رِوَاية المُستَمليْ بفَتحِ الرَّاءِ، وهو لأكثَرِ الرُّواة بكَسرِ الرَّاء، وهما صَحِيحان، جمعُ رَاجلٍ غير الرَّاكبِ، وعند القابسيِّ بالفَتحِ مثلُه إلَّا أنه بالحاءِ المُهمَلة وليس بشَيءٍ، ويقال فيه أيضاً: «رَجِلة» بفتح الرَّاء وكسرِ الجيمِ، «وكان رِجلة» بكسر الرَّاء عند يونسَ أكثَر في العَدد، ويقال أيضاً: رَجْل ورُجْل ورِجْل بالفَتحِ والضَّمِّ والكَسرِ بغير هاء، وكلُّها بسُكون الجيمِ، وقد جاء فيها: رَجَّالة وأراجل ومِرجَل ورُجَّال بضمِّ الرَّاء وشدِّ الجيمِ ورُجالى، كلُّه جمعُ المَاشِي.

وقوله: «مِرْطٌ مُرَجَّل» كذا للهرويِّ بالجيم، ولغَيرِه: «مُرَحَّلٌ» بالحاء، وهما جميعاً صوابٌ، وهو الذي يُوَشَّى بصُورِ الرِّحال، فيقال: بالحاء أو بصور المَراجل أو الرِّجال فيكون بالجيم، وقد جاء ثَوْب مَراجِل، وثَوْب مُمَرْجَل.

في حَديثِ الصِّراطِ: «وكشَدِّ الرِّجال»

<<  <  ج: ص:  >  >>