الحَسَنَ. قال الهَرَويُّ: هو الصَّغيرُ في لغةِ بني تَميمٍ، وقيل: هو الجحشُ الرَّاضِعُ، وعندي أنَّه يحتملُ أنْ يكونَ على بابِه في الاستصغارِ والاستحقار، كأُحيمِقَ على طريقِ التَّعليلِ له والرَّحمة، وقد قيل فيه نحوُ هذا، قيل: مثلُ قولِه لعائشةَ: «ياحُمَيْراء» تصغيرُ إشفاقٍ ورحمةٍ ومحبَّةٍ، وكما قال عمرُ:«أخشى على هذا العُرَيبِ».
[فصل الاختلاف والوهم]
في حديثِ هوازنَ:«لا ندري مَنْ أَذِنَ منكُم»[خ¦٢٣٠٧] كذا للرُّواةِ والمعلوم، وعند الجُرْجَانيِّ:«لكُمْ» وهو صحيحُ المعنى، يخاطِبُ هوازنَ، والأوَّلُ خطابُ الجيش.
قوله للنِّساء:«لكِنَّ أفضلَ الجهادِ حجٌّ مبرور»[خ¦١٥٢٠] ويُروَى: «لكُنَّ» بضمِّ الكافِ وكسرِهَا وتشديدِ النُّون وسكونِها، وهو ضبطُ أكثرِهم، وكان في كتاب الأَصِيليِّ: مهملاً، وكلاهما صحيحُ المعنى، فإذا كان بضمِّ الكاف اختصَّ به النِّساء تصريحاً، وعليه يدلُّ أوَّلُ الحديث، والحديثُ الآخر:«جهادكُنَّ الحجُّ»[خ¦٢٨٧٥] وإذا كان بكسرِ الكاف فبمعناه؛ أي: لكِنَّ أفضلَ الجهادِ لكُنَّ وفي حَقِّكُنَّ، وقد بيَّنَّا هذا في كتاب «الإكمال».
قولُ ابنِ عباسٍ لابنِ أبي مُلَيكَةَ في صدر مسلمٍ:«وَلَدٌ ناصِح» كذا هو الصَّحيح، وهو روايةُ الجماعة، وعند العُذْرِيِّ:«ولكَ ما صحَّ» وهو تصحيفٌ.
اللَّام مع الميم
١١٥٢ - (ل م ز) قوله: «حِينَ لمَزَهُ المُنافِقُونَ»، فنزلت ﴿وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ﴾ [التوبة: ٥٨] الآية [خ¦٦٩٣٣] اللَّمْزُ: هو العَيبُ والغَضُّ من النَّاس. والهَمْزُ: مثلُه، قال الله تعالى: ﴿وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ﴾ [الهمزة: ١] وقيل: اللَّمْزُ: العَيبُ في الوجْهِ، والهَمْزُ: في الظَّهْرِ. وقيل: كلاهما في الظَّهْر كالغِيبَةِ. وقيل: إنَّما اللَّمْزُ إذا كان بغيرِ التَّصرِيحِ كالإشارةِ بالشَّفَتَينِ والعينَينِ والرَّأسِ ونحوِه، يقال: لمَزَهَ يلْمِزُه ويلْمُزه: بكسْرِ الميمِ وضمِّها.
١١٥٣ - (ل م ظ) قوله: «فجعلَ الصَّبيُّ يتَلمَّظُه» الَّتلمُّظُ بالظَّاءِ المعجمة: هو تتبُّعُ بقيةِ الطَّعَامِ باللِّسان في الفم.
١١٥٤ - (ل م م) قوله: «إنْ كنتِ أَلْممْتِ بذَنْبٍ»[خ¦٤١٤١] أي: قارَبْتِهِ وأتيتِهِ وليسَ لكِ بعادةٍ، المُلِمُّ بالشَّيء: غيرُ المعتادِ له؛ يأتيه مرَّة، والمُصِرُّ: الملازمُ له.
وقوله:«مَا رَأَيْتُ أَشْبَهَ شَيءٍ بِاللَّمَمِ»[خ¦٦٢٤٣]؛ اختُلِفَ في قوله: ﴿إِلَّا اللَّمَمَ﴾ [النجم: ٣٢] في الآية، فقيل: الرجل يأتي الذَّنبَ